بعدما عرف الجمهور اللبناني تاتيانا مرعب في البرامج التلفزيونية الكوميدية، وممثلة في مسارح الشانسونييه، وبعدما شاركت في بعض الأعمال الدرامية مثل مسلسل «عيلة متعوب عليها» وإحدى حلقات «طالبين القرب»، ظهرت أخيراً بطلةً إلى جانب يورغو شلهوب في مسلسل «علقة بالعلية» الذي تعرض محطة «أم تي في» حلقاته الأخيرة. ماذا تعلّمت تاتيانا من هذه التجربة؟ «لا يمكن القول إنني تعلّمت أمراً ما، لكنني اكتسبت خبرةً إضافية ووقفت أمام مسؤولية أكبر»، تقول. حين قرأت تاتيانا السيناريو شعرت أنّه يشبهها لذلك أحبّت أن تؤدّي شخصية تلك الفتاة الخفيفة الظل التي تعيش في عالمها الخاص. وتؤكّد أنّها أرادت أن تلعب دوراً درامياً مماثلاً كي تؤكّد للجميع أنّها ليست محصورة في إطار واحد وأنّها قادرة على أن تؤدّي حالات متنوّعة في التمثيل. النتيجة على الشاشة كانت مُرضية بالنسبة إليها بخاصّةً أنّها سمعت الكثير من التعليقات الإيجابية عن أدائها، «لقد شاهدني الناس بصورةٍ مختلفة عن تلك التي يرونني فيها على المسرح». وتعتبر تاتيانا ان السبب الأساسي الذي دفع المسؤولين في مسلسل «علقة بالعلية» إلى اختيارها للعب دور البطولة هو أنّها تناسب شكل فتيات السبعينات. وحين نستفسر عن قصدها من خلال هذه العبارة توضح: «في تلك الفترة لم تكن هناك عمليات تجميل للأنف ونفخ للوجنتين والشفاه، ولم يكن البوتوكس قد ظهر في ضِيَعنا اللبنانية أو التاتو بدأ يحتل مكان الحاجبين، لذلك أعتقد أنّ المعنيين في المسلسل رأوا فيّ الممثلة المناسبة بما أنني لم أُجر عمليات تجميل، فأنفي طبيعي وخدّاي طبيعيان وأسناني طبيعية وشفتاي طبيعيتان، أضف إلى أن حاجبَي ما زالا على حالهما وكذلك لون شعري، كما وأُوحي أنّ عمري 19 عاماً، عمر الشخصية التي ألعبها». وحين تُسأل عن رأيها بالنقد الذي اعتبر أنّها بحاجة إلى مزيد من التمارين في التمثيل وأنّها غير مقنعة تماماً في دورها، تجيب: «أحترم كل الآراء، وأرى من الطبيعي أنّني كلما لعبت أدواراً أكثر سأصبح أقوى أكثر في التمثيل». هل ترى تاتيانا أنّها كسرت من خلال دورها في هذا المسلسل الصورة التي يراها الناس فيها على المسرح، صورة الفتاة الجريئة والمثيرة؟ تجيب: «لا أعتبر أنني جريئة أبداً، أنا فتاة مغناج ودلّوعة». وتوضح أنّها لا ترى أنّ الظهور بفستان قصير أو بثوب مكشوف الظهر هو جرأة قد تستفز عين المشاهِد، «فالفتاة قد تكون مرتدية ثوباً يصل إلى أسفلِ قدميها ورغم ذلك تبدو مستفزّة بنظراتها، وعلى العكس، قد تجد أخرى ترتدي ملابس مثيرة من دون أن تبدو مزعجة لمن يراها». وردّاً على مَن يعتبر أنّها تعتمد على شكلها المثير كي تجذب المشاهدين تقول إنّ كثيرات يتمتّعن بأجسام أجمل من جسمها ويرتدين ثياباً فاضحة ورغم ذلك لا ينظر الناس إليهن، «أنا أعتبر أنني قادرة على أسر المُشاهِد بطريقة كلامي وبطبيعتي وعفويتي وبثقتي بنفسي». وتشير تاتيانا الى أنّها لا تختار إلاّ الأدوار التي تناسبها على رغم أنّها تتلقّى الكثير من العروض. وحين نستفسر عن الدور الذي لن تقبل به تفصح عن أنّها ترفض كل دور يتطلّب منها الموافقة على أداء مشهد قبلةٍ ساخنة. «أنا أرى على شاشاتنا المحلية الكثير من المَشاهد التي لا تشبهني والتي لا أرى نفسي أقوم بها، وحين أسمع أنّ أحداً يصفني بالجرأة أستغرب وأتساءل: إن كنت أنا جريئة فماذا قد تكون الصفة التي تشرح ما يقوم به بعض الممثلات؟» ترفض تاتيانا أن تفصح عن اسم ممثلةٍ تعتبر أنّها جريئة بشكلٍ يتخطّى الحدود، لكنّها تشير إلى أنّ مجتمعنا ليس مستعداً بعد لتقبّل هذا النوع من المَشاهد، حتّى إنّ البعض، برأيها، يخجل من الأجواء التي وصلت إليها الدراما في لبنان. «نحن لسنا في أوروبا، نحن ما زلنا في لبنان، وبمجرّد أن يتذكّر البعض هذا التفصيل أعتقد أنّ كثيراً من خياراتهم وخياراتهن سيتغيّر».