ظلت جمعية تحفيظ القرآن سنين عدة تدرس كتاب الله في المساجد كمكان وحيد ومهيأ للحفظ، لكن التقنية الحالية بدت كالشمس تشع على الكل وتفيد الجميع. من تلك الإشعاعات الروحية فتح أكاديمية «التاج» لتدريس القرآن الكريم مجاناً لكلا الجنسين، جاعلة من الإنترنت حلقة بديلة عن المساجد. أكاديمية التاج بحسب المشرف العام عليها الشيخ صالح بن عبدالله الرشيد، هي منشأة تعليمية عالمية تعمل من خلال الإنترنت، تُعنى بتعليم القرآن وتحفيظه للجنسين بحلقات منفصلة، وذلك من خلال مجموعة من القراء والمتخصصين. جاءت فكرة هذا المشروع وفقاً لموقع الأكاديمية «بسبب حاجة الأمة الكبيرة للرجوع إلى كتاب ربها، كلام رب العالمين الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه». ويضيف الرشيد: «رأينا أن من أعظم الوسائل التي منّ الله بها علينا في هذا العصر تقنية الإنترنت، هذه الوسيلة التي نسأل الله أن يجعلها باباً من أبواب الخير، والتمكين لهذه الأمة فيصدق من خلالها قول المصطفى عليه السلام كما في حديث تميم الداري رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «ليبلغن هذا الأمر ما بلغ الليل والنهار، ولا يترك الله بيت مدر ولا وبر إلا أدخله هذا الدين، بعز عزيز، أو بذل ذليل، عزاً يعز الله به الإسلام، وذلاً يذل الله به الكفر». وينوه الرشيد إلى أن أكاديمية «التاج» تعد فتحاً عظيماً لكل راغب في حفظ كتاب الله، والعيش معه، والتربي على آياته فليس للإنسان عذر بعد اليوم بعدم قدرته للوصول إلى مشاهير القراء والدراسة على أيديهم، إذ تم إيصال صوتهم داخل بيوتنا. كما ليس للإنسان عذر بعدم مناسبة الوقت فقد تم توزيع الدراسة في أوقات مختلفة لتلبي الرغبات والظروف كافة، إننا نسعى من هذه الأكاديمية أن تكون للجادين فقط لكي نُخرّج من خلالها من يحفظون كتاب الله حروفاً وحدوداً فتكون سبباً لسعادتهم في الدارين. وأوضح الرشيد أن هدف الأكاديمية هو الاستفادة من التقنية الحديثة في تعليم وتحفيظ القرآن الكريم وإتاحة فرصة تعلم القرآن لغير المتفرغين واستهداف كل المسلمين والمسلمات في أنحاء المعمورة كافة. وأفاد أن التسجيل والمقابلة والدراسة كلها عن طريق الإنترنت ولا يسمح للطالب أو الطالبة بالتسجيل بأكثر من خطة دراسية واحدة. وأشار إلى أن الدراسة في الأكاديمية ستكون بثلاث روايات وهي (حفص، قالون، ورش) وأن عدد أيامها ستكون ثلاثة أيام في الأسبوع، في حين أن زمن الدراسة اليومية ساعة ونصف. وشدد على أن انقطاع الطالب أو الطالبة لمدة أسبوع كامل من دون عذر مقبول يدفع إلى فصله، وعند غياب الطالب أو الطالبة لسبعة أيام خلال الفصل الواحد يتم الاعتذار له عن مواصلة الدراسة، مؤكداً أنه عند انتهاء الطالب أو الطالبة من الدراسة يمنح شهادة مصدقة من الجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن في الرياض عند إنهاء كل مستوى، وترسل للطالب عبر البريد. وحول آلية التسميع وضوابط التقويم ذكر أنه يحسم نصف درجة لكل خطأ في الحركة أو تبديل كلمة أو آية، كما تحسم ربع درجة على التردد، والذي لا يستدرك من المرة الأولى ويعد كل ترددين خطأ كاملاً. كما أن عدد الأخطاء في الحفظ، لا يسمح بأكثر من خطأين أو أربع ترددات في الوجه الواحد في الحفظ، كما لا يسمح بأكثر من خطأ واحد وترددين في الوجه الواحد في المراجعة.