أثبت طلاب مدارس تحفيظ القرآن الكريم الحكومية في مختلف مناطق المملكة تفوقاً كبيراً ومميزاً، ومع ذلك فإنهم يواجهون عند الانتهاء من الصف الثالث المتوسط إشكالية كبيرة ومفترق طرق من أجل تحديد مستقبلهم العلمي والعملي، فهم يرغبون في الاستمرار مع دراسة وحفظ كتاب الله وتعلمه، وبين المستقبل العملي والمرتبط بالدراسة للمجالات العلمية والعمل بها بعد التخرج، مما أدى إلى تسرب الكثير منهم من مدارس التحفيظ بعد المتوسطة والانتقال إلى المدارس الثانوية العامة من أجل الدراسة في تخصص القسم العلمي، وللتعرف على حقيقة هذه المشكلة نلتقي مع عدد من الطلاب والمعلمين بمدارس التحفيظ. نظام المقررات 75% من الطلاب يكتفون بالشهادة المتوسطة والانتقال إلى الثانوية العامة بداية أيَّد الطالب "عبداللطيف أبو دجين" بشكل كبير إضافة تخصصات؛ لأنه يعطي مجالا أوسع لطلبة التحفيظ الجادين، متمنياً أن تكون الدراسة في مدرسة التحفيظ بتطبيق نظام المقررات بعد إضافة المواد العلمية لمدرسة التحفيظ، متأملاً انتقاء أفضل نخبة من المعلمين المؤهلين لتعليم نظام المقررات، ولا مانع من أن يكون من معلمينا الحاليين بالمرحلة المتوسطة. وأوضح الطالب "فراج الفراج" أنّ تطبيق هذا النظام في مدارس التحفيظ مهم؛ لأنّ نوعية الطلاب في مدارس تحفيظ القران أفضل علمياً من بقية الطلاب الآخرين، مشيراً إلى أنّ تدريس التحفيظ للقرآن مهم من أجل إكمال دراسة التخصصات العلمية، ومن أجل إكمال الطالب لضبط القرآن الكريم، داعياً إلى تدريس المواد العلمية من العام الدراسي القادم 1432 - 1433ه. وأشار الطلاب "سعود آل رشود" و"معاذ الخميس" و"عبدالله الشبانة" إلى أنّ دراسة طلاب التحفيظ للمواد العلمية ضروري من أجل إكمالنا لمسيرة حفظ القرآن وضبطه، وكذلك إضافة خبرات لدينا من المواد العلمية لنكمل مستقبلنا المرجو والمأمول في المجال العلمي؛ لأنّ أغلب التخصصات الدراسية والوظيفية المستقبلية تفضل أو تعتمد على الدراسة في الأقسام العلمية، منوهين أنّ مدارس التحفيظ بيئة جيدة للطالب، حيث يريد الطالب مراجعة ما سبق حفظه في المتوسط، ونظام مقررات متميز وهو الأنسب لرغبات الطلاب، ويتيح لهم اختيار أوقات الحصص ناهيك عن أنه يمكن اختيار المواد على حسب رغبة الطالب. أقسام علمية وقال "عبدالله الشريف": إننا كطلاب لمدارس التحفيظ نؤيد إضافة أقسام علمية؛ لأننا حينما ننتهي من المرحلة المتوسطة يخرج الطلاب الذين يريدون الأقسام العلمية لإحدى الثانويات العامة؛ لعدم وجود الأقسام العلمية في ثانويات التحفيظ، مناشداً المسؤولين وضع أقسام علمية في ثانويات التحفيظ، حيث إنّ مطالباتنا لن تذهب بإذن الله هباء منثوراً في ظل ما تحظى به مدارس التحفيظ من عناية ودعم مادي ومعنوي من خادم الحرمين الشريفين والحكومة الرشيدة، داعياً إلى تطبيق نظام المقررات على مدارس التحفيظ الثانوية بعد إدخال المواد العلمية أسوة بالثانويات العامة؛ لأنها حققت نجاحاً باهراً ونتوقع نجاحها في ثانويات تحفيظ القرآن الكريم. الحياة العلمية وأوضح "عبدالعزيز بن علي الفجيحي" -معلم الرياضيات- أنّ تطبيق نظام المقررات في القسم الثانوي لمدارس التحفيظ، سوف يزيد مدارس التحفيظ قوة إلى قوتها، وسيخرج لنا هذان النظامان، نظام تحفيظ القرآن ونظام المقررات طالباً مبدعاً في مجالات الحياة العلمية، فهو جمع بين الدين والدنيا، وأما عن آلية التنفيذ فأرى أن تكون لجنة من قسم التوعية المسؤولة عن مدارس التحفيظ، ولجنة من المختصين في نظام المقررات، مضيفاً لكي يصبح التنفيذ في قمة المتانة، كما أنّ من الرائع أن يوكل التدريس الى المعلمين الموهوبين في التدريس والمادة العلمية، فالكل يؤمن أنّ الطالب المتميز وراءه معلم متميز. المهارات والقدرات وأيّد الاستاذ "راشد بن ناصر المعثم" - المشرف التربوي لمادة العلوم - وضع قسم علمي أو المقررات في مدارس التحفيظ، حيث أنّ الطالب في المرحلة الثانوية في مدارس التحفيظ قد أكمل حفظ كتاب الله ولله الحمد من المرحلة المتوسطة ويقوم بالمراجعة فقط في المرحلة الثانوية ما يساعد في إضافة مواد وتخصصات جديدة ترفع من مهارات وقدرات الطالب، حيث يتميز النظام باختيار الطالب المواد التي يدرسها والمرونة وكذلك بالتميز بالإرشاد الأكاديمي وكذلك بتنوع عمليات التقويم ومتابعة عملية الغياب والمعدل التراكمي مما يجعل الطالب يلتزم بشكل أكبر. تصنيف المقررات ودعا "المعثم" إلى إعادة تصنيف وتقسيم المقررات في مدارس التحفيظ وإضافة مواد علمية جديدة سواء في تخصص الدراسات القرآنية، أو في المواد العلمية الأخرى لما يكفل بإعطاء الطالب المهارات التي تجعله يتوافق مع أقرانه من طلاب التخصصات في الثانوية الأخرى سواء العادية أو نظام المقررات دون الخلل في الهدف الأساسي من تخصص تحفيظ القرآن، مضيفاً وكذلك معالجة كل ما يتعلق بالطالب فالمعدل التراكمي قد يعيق قبول الطالب للنظام وكذلك وجود أنشطة ومشاريع ملحقة بالمواد لم يتعود عليها الطالب في مدارس التحفيظ كذلك عدم توفر المتطلبات من معلمين ومعامل في مدارس التحفيظ. الطلاب العلمي وقال الاستاذ "سلطان العبدالجبار" - المرشدالطلابي: من خلال عملي مرشدا طلابيا فقد لاحظت التسرب الكبير لطلاب الصف الثالث المتوسطة، حيث تصل نسبة من يترك مدارس التحفيظ إلى 75٪ من الطلاب وبعد عقد عدة لقاءات مع الطلاب وأولياء أمورهم أجمع الجميع بأنّ سبب تركهم مدرسة التحفيظ الثانوي وتوجههم للتعليم الثانوي العام هو رغبتهم بالتخصص العلمي وهو غير موجود في التحفيظ الثانوي، مضيفاً: أنّ مستوى الطلاب العلمي مرتفع لدينا في مدارس التحفيظ، حيث إنّ نسبة الحاصلين على ممتاز تجاوز 50٪ وجيد جدا 30٪ فلا إشكالية من صعوبة المواد العلمية على طلاب التحفيظ، مقترحاً نظام المقررات على ثانوية التحفيظ، ويكون عبارة عن مسارين مسار علمي ومسار شرعي مع إتاحة الفرصة للطلاب مراجعة القرآن كاملاً في كلا المسارين.