كشفت دراسة إحصائية أن دور الوالدين كبير ومهم في تشجيع الناشئة والشباب على التوجه إلى حلق تحفيظ القرآن الكريم لتدارس كتاب الله تعالى وتعلمه والنهل منه . وأوضحت الدراسة التي شملت أكثر من (86) متسابقاً من المشاركين في الدورة الثامنة والعشرين لمسابقة الملك عبدالعزيز الدولية لحفظ القرآن الكريم البالغ عددهم الإجمالي(171) حافظاً لكتاب الله العزيز من مختلف قارات ودول العالم قاطبة أن دور الأسرة في غاية الأهمية في تحفيز أبنائها وبناتها على حفظ القرآن الكريم ، وتشجيع التنافس بين الأبناء والبنات داخل الأسرة الواحدة على ذلك ، حيث أثبتت الدراسة أن أكثر من 80% المشاركين في المسابقة من حفظة القرآن الكريم عرفوا طريقهم إلى حلق التحفيظ والمدارس القرآنية بتشجيع من الآباء والأمهات وأكثر من 35% منهم لهم أشقاء وشقيقات يحفظون القرآن أو أجزاء منه . واتفق ما يقرب من 30% من المتسابقين الذين شملتهم الدراسة أنهم كانوا يقومون بمراجعة ما حفظوا من القرآن على آبائهم وأمهاتهم في البيوت إلى جانب انتظامهم في حلقات التحفيظ في المساجد والجمعيات الخيرية ، بل إن بعضهم أتم حفظ القرآن كاملاً على يد والديه دون الالتحاق بأية مدرسة أو حلقات تحفيظ ، وهو ما يؤكد دور الأسرة والتربية الدينية السليمة باعتبارها حجر الزاوية في اتجاه الأبناء والبنات إلى حفظ القرآن الكريم دون كلل أو تقاعس. ولفتت الدراسة أجرتها الإدارة العامة للعلاقات العامة والإعلام بوزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد النظر إلى أن رغبة الطفل في حفظ القرآن الكريم لا تتشكل بصورة تلقائية عفوية وإنما نتيجة لتوافر القدوة المتمثلة في الأب أو الأم والتربية الصحيحة التي تطبع في نفس الطفل حب القرآن واحترامه والرغبة في حفظه والاجتهاد في ذلك ، ومكافأته على الحفظ بالأسلوب المناسب. ودلت نتائج الدراسة من خلال استطلاع آراء الحفظة الذين تراوحت أعمارهم ما بين سن الثامنة والخمس وعشرين عاماً على أهمية دور الأسرة في اتجاه أبنائها إلى حفظ القرآن بقصر مدة إتمام الحفظ الكامل لكتاب الله أو أجزاء منه حيث إن أكثر من 35% من المتسابقين حفظوا القرآن الكريم كاملاً خلال فترة تتراوح ما بين عامين وأربعة أعوام وقبل سن الخامس عشرة بفضل رعاية الأسرة وتشجيعها في حين ارتفعت مدة الحفظ إلى ما بين 5 و 10 سنوات بالنسبة لمن لم يجدوا هذه الرعاية أو التشجيع من أولياء أمورهم وبالتالي عدم الانتظام في حلقات التحفيظ أو الحرص على الاسترجاع . وكشفت الدراسة أيضاً تفوق حفظ القرآن الكريم في المدارس والجمعيات والمراكز الإسلامية على الحفظ في المنزل دون الاستعانة بأحد ويبرز التخصص والتركيز في الاهتمام والتنافس الكبير فيما بين الحفظة . ورصدت الدراسة وجوداً كبيراً للمتسابقين من أبناء القرى والمناطق النائية في خارج المدن يتجاوز أكثر من 50% من عدد المتسابقين من طلاب الجمعيات والهيئات الإسلامية المتخصصة للتحفيظ وحلقات الجوامع ، كما تؤكد نتائج استطلاع رأي المتسابقين أهمية دور المساجد في التشجيع على حفظ القرآن الكريم بفضل انتشارها الكبير في جميع الأحياء في مختلف المدن والمراكز والقرى في الدول العربية والإسلامية مع ضرورة توفير الكفاءات العاملة بحلقات التحفيظ والقراءات وحيث أعرب عدد من الحفظة عن وجود بعض الصعوبات فيما يتعلق بأحكام التلاوة والتجويد والتي تتضح أثناء اشتراك هؤلاء الحفظة في المسابقات القرآنية وهذا ما دفع ببعض المتسابقين إلى القول بضرورة إتاحة الفرصة للالتقاء بأعضاء لجان تحكيم هذه المسابقة خارج نطاق الفعاليات الرسمية لتعريفهم بالأخطاء التي يقعون فيها في التجويد أو التلاوة وكيفية التغلب عليها . وكشفت الدراسة أن الانتظام في حلقات التحفيظ لا يتعارض مع قدرة الطلاب على التحصيل العلمي في المدارس والجامعات بل إن حفظ القرآن له دور كبير في زيادة التحصيل العلمي والتفوق اذ إن أكثر من 70% من الطلاب الذين بدأوا الحفظ في سن مبكرة متفوقون في دراستهم ويحصلون على المراكز الأولى في المدارس والجامعات وأن ما يزيد على 60% من الحفظة يسلكون طريق التعليم الجامعي بما في ذلك الكليات العلمية ، ويتفوقون فيها ، وهو ما يشير إلى أن بدء حفظ القرآن الكريم في سن مبكرة ينمي مدارك الأطفال واستيعابهم بدرجة أكبر من غيرهم . وفيما يتعلق بسلوكيات حفظة القرآن الكريم من الشباب رصدت الدراسة وجود قدر كبير من الاتزان النفسي والاجتماعي وقدرة كبيرة على تنظيم الوقت والاستفادة منه على الوجه الأمثل عند من يحفظون القرآن الكريم أو أجزاء منه ، والقدرة على مواجهة أية أفكار فاسدة أو هدامة والنأي بأنفسهم عن أي موضع شبهة أو معصية ، وهو ما ينعكس بالإيجاب من خلال محبة الناس لهم، والثقة في آرائهم . وأجمع معظم المتسابقين الذين أجريت عليهم الدراسة على أن المملكة العربية السعودية رائدة في مجال خدمة الإسلام والمسلمين ، وكذا الرعاية والعناية بالقرآن الكريم بداخلها وفي خارجها ، ومن هذا المنطلق طالب 42% منهم القائمين على المسابقة بعمل موقع خاص على الشبكة الدولية للمعلومات ( الإنترنت ) لمسابقة الملك عبدالعزيز الدولية لحفظ القرآن الكريم وتلاوته وتفسيره يتضمن تزويد مرتاديه والمشتركين فيه بكل ما يتعلق بخدمة حفظة كتاب الله الكريم بهدف الاستفادة والنيل من العلوم الخاصة بكتاب الله الكريم ، وكذا التزود بآخر الأخبار المتعلقة بالمسابقة . وعبر أكثر من (90%) في المائة من الذين أجريت عليهم الدراسة عن رغبتهم في التشرف بدخول الكعبة المشرفة ، وإعادة هذه العادة مثل السابق ، وتمكينهم من ذلك مثل الذين شاركوا في المسابقات الماضية ، لأن هذه المناسبة هي الأمنية الكبرى لهم حسب وصفهم لها . // انتهى // 0938 ت م