تساؤلات كثيرة وخواطر عدة تراود الكثيرين أثناء تلبيتهم الدعوات في المناسبات والحفلات، حول مصير الأصناف الفائضة والمتعددة على الموائد مما لذ وطاب، إذ تسرف الكثير من الأسر في التباهي بكثرة التعداد مدرجين ذلك تحت خصلة أخلاقية وهي الكرم، مع أن هناك الكثير من الأسر المحتاجة التي حرمهم الفقر من التمتع بالأطعمة فلم تجد ما تسد به جوعهم. ويختلف الأشخاص من حيث التصرف بالفائض من طعامهم، إذ يقول ماهر نوري: «عندما أجتمع مع زملائي في أي مناسبة نقوم بالاتصال بجمعية خيرية لتأخذ الفائض من الطعام»، بينما يسلم خالد وليد الفائض من مناسباته في الاستراحات لعمال الاستراحة نفسها. أما نجوى سالم، فتجعل الفائض من الطعام غذاء لدواجنها، فيما تتخلص فاطمة محمد من فائض طعامها بوضعه في النفايات حيث ليس لديها خيار آخر على حد قولها. وأبدت عائشة محمد إعجابها الشديد بالجمعيات التي تقوم بجمع الفائض كونها صاحبة مناسبات عدة فكان ذلك حلاً مريحاً بالنسبة لها. ويرى عضو مجمع الفقه الإسلامي الدولي البروفيسور حسن سفر أن تنوع المناسبات وخصوصاً في رمضان على ولائم الإفطار والسحور ينتج منها فائض، فبذلك لابد من أن يوزع على الفقراء والمساكين الذين يتم الوصول إليهم من طريق مجالس الأحياء، بدلاً من أن تكون النفايات هي المصير الذي يؤدي إلى الازدراء بنعمة الله. ونوه بأهمية الاعتدال في الأطعمة، وأن الأصل في الصيام تناول الطعام القليل الذي يساعد ويقوي على العبادة والطاعة، في حين أن الإكثار منه يؤدي إلى التخمة، ويجب أن لا يكون شهر رمضان المبارك مجالاً لتنويع الأطعمة التي تلهي عن الطاعات. وطالب البروفيسور أمانة جدة بإنشاء جمعية تعاونية خيرية لجمع هذه الصدقات والأطعمة الفائضة وتوزيعها على الأربطة والمحتاجين من طريق عمد الأحياء، الذين هم أعرف الناس بالفقراء والمحتاجين ويملكون المعلومات والبيانات الكافية عنهم. وعلى هذا الأساس وجدت مؤسسات تجمع الفائض من الأطعمة في المناسبات لتوصله إلى من هم في أمس الحاجة، تحقيقاً لمنطلق المحافظة على هذه النعم وشكرها، إذ ذكر رئيس العلاقات العامة بجمعية دار الخير عبدالله حسين الدوسري أن برنامج حفظ النعمة الذي ينطلق من دار الخير حقق الهدف الذي تسمو إليه الجمعية، عبر برنامج توعوي تقوم بها فروع الدار بنشر ملصقات دعائية عن برنامج حفظ النعمة. وعن آلية البرنامج، أكد الدوسري أنه يتم تنسيق المواعيد مع أصحاب المناسبات قبل حلول المناسبة بيوم، ويتم إرسال الطاقم الذي يقوم بدوره بجمع الفائض من الأطعمة التي لم يمس منها شيء، مشيراً إلى أن عدد الأطباق التي تم جمعها العام الماضي بلغ 5900 طبق، يتم توزيعها مباشرة على الأسر المحتاجة من دون اللجوء إلى حفظها تجنباً للإضرار الصحية. وأوضح أن عدد الأسر المحتاجة المسجلة لدى الدار بلغ ألف أسرة، 95 في المئة منها أسر سعودية الجنسية، لافتاً إلى وجود نقص في كوادر السائقين والمركبات، ما يعيق إمكان تغطية جميع المناسبات، إذ لم تتمكن الجمعية إلا من تغطية 70 في المئة منها. وأبان أن دار الخير طرحت مشروعين خيريين تم التسويق عنهما منذ بداية شهر رمضان المبارك، أولهما وقف خيري استثماري يعود ريعه إلى الأسر المحتاجة وجزء بسيط منه لصيانة المبنى، أما المشروع الثاني فهو مقر لدار الخير.