ضربت الحكومة السودانية المطالبات المحلية والدولية بإطلاق زعيم حزب الأمة المعارض الصادق المهدي عرض الحائط، إذ صعّدت الموقف أمس، بعد أن اعتقلت قوات الأمن السودانية 4 من بنات المهدي هنّ مريم وزينب ورباح وأم سلمة، رفقة 10 من قيادات «حزب الأمة» وكوادره، أبرزهم مساعد الأمين العام عبد الرحمن الغالي وعضو المكتب السياسي الواثق البرير وحامد مرتضى كمال والصادق عثمان وعبد الرحمن شريف ومحمد أحمد الصادق، وذلك إثر وقفة تضامنية مع الأسر للمطالبة بفك أسر المعتقلين، نظمها الحزب بعد صلاة الجمعة أمام مسجد «طائفة الأنصار» (معقل حزب الأمة) في مدينة أم درمان. وعلم مساء ان السلطات اطلقت بعد المعتقلين. وردد المعتصمون هتافات مناهضة للحكومة مثل «لا حوار مع الأشرار» و «الحرية خيار الشعب» و «الصادق صوت الأمة»، مطالبين بإطلاق المهدي المعتقل منذ 17 أيار (مايو) الماضي، إثر ادعاء قوات التدخل السريع التابعة لجهاز الأمن عليه بسبب اتهامه إياها بارتكاب انتهاكات ضد حقوق الإنسان في إقليم دارفور. وطالبت الشرطة المتظاهرين بالتفرّق لكنهم رفضوا، وحصل تلاسن، أدى إلى تطويقهم واعتقال عدد منهم. وقالت مصادر مأذون لها ل «الحياة»، إن المعتقلين اقتيدوا للتحقيق في قسم شرطة الصافية في الخرطوم البحري، ما يؤشر إلى أن «النظام السوداني يواصل التصعيد وحملات الاعتقال للسياسيين والتضييق على الصحافيين وحظر النشر وإغلاق الصحف». كما ذكر مصدر في الشرطة ل «الحياة»، أن المعتقلين يواجهون تهماً تتعلق بإثارة الشغب والتجمّع غير المشروع والإخلال بالسلامة العامة ويُتوقَّع إطلاق سراحهم بكفالة بعد استكمال التحقيقات. إلى ذلك، صعدت المعارضة السودانية تحركاتها ومسيراتها المطالبة بإطلاق سراح المعتقلين في مقدمهم المهدي ورئيس حزب المؤتمر السوداني إبراهيم الشيخ، الذي اعتُقل في مدينة النهود في غرب السودان بعد أيام من اعتقال زعيم حزب الأمة. في سياق متصل، أعلنت شبكة صحافيون لحقوق الإنسان (جهر) عن تعرض الصحافي في صحيفة «الجريدة» حسن إسحق لإهانات وتعذيب أدى الى «أذىً بالغ في أنحاء متفرقة من جسده». ونددت باعتقال وتعذيب الصحافي، وأشارت في بيان إلى «تصاعد استهداف الصحافيين وتعذيبهم، وسجنهم خارج نطاق القانون».