دخل الأزهر الشريف بقوة على خط الأزمة السورية، وذلك بعد خطاب خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز الليلة قبل الماضية، والذي أعلن خلاله استدعاء السفير السعودي لدى سورية للتشاور حول تداعيات الأزمة، إضافة إلى دعوته إلى وقف آلة القتل. ووصف شيخ الأزهر الشريف أحمد الطيب في بيان أصدره أمس الأمر في سورية بأنه «جاوز الحد»، وطالب ب«وضع حد لهذه المأساة». وأكد الطيب أن «الازهر الذي صبر طويلاً، وتجنب الحديث عن الحالة السورية، نظراً لحساسيتها في الحراك العربي الراهن، يشعر بأن من حق الشعب السوري عليه أن يعلن الأزهر وبكل وضوح أن الامر قد جاوز الحد، وأنه لا مفر من وضع حد لهذه المأساة العربية الاسلامية». وناشد شيخ الأزهر «المسؤولين في سورية الشقيقة أن يرعوا هذا الشعب الأبيّ»، مشيراً إلى أن «الشعب السوري وما يتعرض له من قمع واسع، ومن استعمال لأقصى درجات العنف، واعتقال وترويع، كل ذلك يمثل مأساة انسانية لا يمكن قبولها، ولا يجوز شرعاً السكوت عنها». وشدد الطيب على انه «معلوم ان الدم لا يزيد الثورات إلا اشتعالاً»، مؤكداً «ضرورة احترام حقوق الشعب السوري وحرياته وصون دمائه». وطالب الأزهر القيادة السورية «بأن تعمل فوراً على وقف إراقة الدماء، والاستجابة للمطالب المشروعة للجماهير السورية، استجابة صادقة واضحة ناضرة». وأضاف البيان أن شيخ الأزهر أهاب بالقادة السوريين «أن يتداركوا الدماء المسفوكة والأسر المتشتتة والمصائر المهددة». وجاء في البيان أن الازهر يدعو الى الكف عن «مواجهة الشعب الأعزل بالرصاص الحي وبالحديد والنار من دون جدوى وعلى مدى شهور عدة أهدرت فيها أرواح وانتهكت فيها حرمات وأعراض». وختم شيخ الازهر بيانه بالدعاء «حفظ الله الشعب السوري آمناً حراً عزيزاً كريماً، صامداً شامخاً يرد كيد العدو ويشد أزر الصديق».