فيما أزمة الفراغ في موقع الرئاسة اللبنانية تراوح مكانها، بانتظار معطيات جديدة تفضي إلى التوافق على انتخاب رئيس جديد للجمهورية، التقى رئيس المجلس النيابي نبيه بري لهذه الغاية أمس، الأباتي أنطوان خليفة موفداً من البطريرك الماروني بشارة الراعي الذي أطلق في الأيام الماضية سلسلة مواقف حض فيها البرلمان على عقد جلسات يومية حتى انتخاب رئيس، ودعا النواب في الوقت نفسه إلى عدم المشاركة في التشريع قبل إنجاز هذا الاستحقاق. لكن اللافت أمس إطلاق موقفين بارزين لنائبين من كتلة «التنمية والتحرير» التي يرأسها بري، الأول للنائب ميشال موسى الذي شدد على أن «الأولوية تبقى لانتخاب رئيس جديد للجمهورية»، مع تأكيده «أنه لا يجوز أبداً تعطيل المؤسسات نظراً للأمور الأمنية والاقتصادية الضاغطة». ودعا في حديث إلى إذاعة «صوت لبنان» إلى «ضرورة تفعيل التواصل بين اللبنانيين لإعادة إحياء المؤسسات، والى التنبيه من خطورة التطورات الحاصلة في المنطقة وجديدها في العراق». أما النائب هاني قبيسي، فرأى في مبادرة رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع «مخرجاً محتملاً من الأزمة إذا تعامل معه الجميع بجدية وتنازل البعض عن مواقفه» (تقديم ثلاثة اقتراحات للخروج من أزمة الفراغ الرئاسي) «الأول أن ينزل العماد عون إلى الجلسة النيابية المقبلة في 18 من الجاري ونخوض الانتخابات جميعاً ومن ينجح نهنئه، والثاني لنتفاهم كقوى 14 آذار معهم على اسمين يكونان بالحد الأدنى من اقتناعاتنا وننزل إلى المجلس لننتخب أحدهما، والثالث أنا جاهز لأي اقتراح آخر إذا كان هناك أي اقتراح». وقال قبيسي ل «لبنان الحر»: «إن لبنان لا يحتمل في ظل هذه الظروف تعطيل المؤسسات»، مشدداً على «أن لبنان لا يمكن أن ينتظر ستة أشهر للاتفاق على رئيس للجمهورية». واعتبر أن «لبنان يحتاج إلى رئيس حكم يجمع بين كل الأطراف»، آسفاً ل «غياب أي سعي جدي للوصول إلى حل». وإذ أكد «أن التعطيل يعمم الفراغ على كل المؤسسات»، حذر من «أن الوضع العراقي يؤثر على لبنان والمنطقة ما يتطلب الوعي من جميع اللبنانيين لتدارك الأزمة». وفي المواقف أيضاً رأى عضو كتلة «المستقبل» النائب أحمد فتفت، أن «المخرج الوحيد هو عودة الحياة الديموقراطية وانتخاب رئيس جديد بأسرع وقت»، مشيراً في حديث ل «صوت لبنان»، إلى أن «من يعطل انتخاب الرئيس يجر البلد إلى الويلات». وإذ حذر من انعكاسات الأوضاع الأمنية في العراق السلبية على لبنان، أشار إلى أن «لبنان محصن جزئياً تحت مظلة إقليمية– دولية متوافقة على ضرورة الحفاظ على الاستقرار في لبنان». ولفت إلى أن «التواصل مع رئيس تكتل التغيير والإصلاح النيابي ميشال عون لا يزال مستمراً». وعما إذا كان سيثمر قال: «إن الأمر مرتبط بالعماد عون عندما يقرر أنه مرشح لكل لبنان وليس لبعض الأطراف»، مشدداً على أن «التواصل مع قوى 14 آذار لا يمكن أن يكون جزئياً، وعلى عون التواصل مع الفرقاء المسحيين في 14 آذار أولاً».