أفادت تقارير أمس عن سيطرة مقاتلي المعارضة السورية على منطقة استراتيجية في ريف حلب الجنوبي، في وقت وسّع نظام الرئيس السوري بشار الأسد من دائرة قصفه الجوي على العديد من المناطق الواقعة تحت سيطرة المعارضة. وذكرت وكالة «مسار برس» أمس أن «كتائب الثوار استرجعت سيطرتها على منطقة خان طومان بريف حلب الجنوبي الغربي... بعد معارك مع قوات الأسد المدعومة بميليشيا «حزب الله» اللبنانية أسفرت عن مقتل 9 عناصر منها، إضافة إلى تدمير آليتين عسكريتين تابعتين لها، في حين قُتل 5 عناصر من الثوار». وأضاف تقرير الوكالة أن الثوار سيطروا أيضاً «على منطقة المقلع في خان طومان والتي تعدّ من أهم المواقع الاستراتيجية هناك»، مشيراً إلى أن ذلك تزامن «مع اشتباكات بين الطرفين على جبل عزان سقط خلالها 3 عناصر من قوات الأسد». أما في مدينة حلب نفسها، فقد أفادت «مسار برس» أن الثوار قتلوا عدداً من أفراد قوات النظام «في اشتباكات بحي جمعية الزهراء في مدينة حلب، بينما قصف الطيران الحربي أحياء مساكن هنانو والشعار وطريق الباب وقرية تقاد في ريف المدينة الغربي، ما أدى إلى استشهاد 3 مدنيين وسقوط عدد من الجرحى». وأعلن «المرصد السوري لحقوق الإنسان» في تقرير من حلب أن الطيران الحربي قصف صباح أمس مناطق في بلدات الابزمو وحيان وكفركرمين ومارع «فيما ارتفع إلى 8 مواطنين هم 4 أطفال و4 مواطنات عدد الشهداء الذين قضوا جراء قصف الطيران الحربي لمناطق في قرية السحارة بريف حلب الغربي يوم (أول من) أمس». وأشار «المرصد» إلى أن اشتباكات عنيفة دارت ليلاً «بين قوات النظام مدعمة بقوات الدفاع الوطني ومسلحين من جنسيات عربية ومقاتلي «حزب الله» اللبناني من جهة ومقاتلي جبهة النصرة (تنظيم القاعدة في بلاد الشام) وجيش المهاجرين والأنصار الذي يضم مقاتلين غالبيتهم من جنسيات عربية وأجنبية وكتائب إسلامية من جهة أخرى في محيط مبنى المخابرات الجوية، كما استشهد مقاتل من الكتائب الإسلامية خلال اشتباكات مع قوات النظام والمسلحين الموالين لها في منطقة البريج قرب سجن حلب المركزي». وأعلنت مجموعة من فصائل المعارضة «تشكيل غرفة عمليات صدى الشهباء للبدء بعمليات عسكرية على نبل والزهراء» اللتين يقطنهما مواطنون شيعة في ريف حلب. وأوضح البيان التأسيسي لغرفة العمليات أنها تضم «حركة احرار الشام (كتيبة فرسان الشريعة)، لواء أحرار سورية، لواء النصر، كتائب سيوف الشهباء، تجمع كتائب رجال الله، كتيبة الشهيد محمد صطوف». وأوضح البيان أن إطلاق الهجوم على نبل والزهراء يأتي «رداً على قصف قوات النظام للمدنيين في حلب وريفها ونؤكد استهداف المناطق العسكرية للميليشيات الشيعية والشبيحة المتمركزة داخل المدينتين وندعو المدنيين الى نبذ الميليشيات الطائفية وذلك حرصاً على سلامتهم». وفي ريف دمشق، أفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أن الطيران الحربي شن غارة على مناطق في بلدة المليحة في الغوطة الشرقية، كما قصف الطيران المروحي بالبراميل المتفجرة مناطق في مدينة داريا، فيما نفّذت قوات النظام حملة دهم وتفتيش للمنازل في بلدة رنكوس بالتزامن مع قصف قام به الطيران الحربي لمواقع في مزارع بلدة رنكوس وبالقرب منها. وأعلنت وسائل إعلام سورية، من جهتها، أن مقاتلي المعارضة حاولوا شن هجوم جديد على رنكوس لكنهم أُرغموا على التراجع نحو بلدة الطفيل. وفي محافظة درعا الجنوبية، قُتل خمسة مقاتلين من الكتائب الإسلامية «إثر استهداف سيارتهم من قبل قوات النظام على الجهة الجنوبية من بلدة عتمان»، وفق ما ذكر «المرصد». في غضون ذلك، أعلنت 54 كتيبة في «الجبهة الجنوبية» في بيان التزامها بقواعد حقوق الانسان والأعراف الدولية الواجبة التطبيق، وأشارت إلى التزامها «معاملة الأشخاص الذين لا يشاركون مباشرة في الأعمال القتالية، بمن فيهم أفراد القوات المسلحة الذين ألقوا عنهم أسلحتهم، والأشخاص العاجزون عن القتال بسبب المرض أو الجرح أو الاحتجاز أو لأي سبب آخر، معاملة إنسانية، من دون أي تمييز على أساس القومية أو الدين أو المعتقد، أو الجنس، أو المولد أو الثروة أو أي معيار مماثل آخر». وأكد البيان منع التشويه، والمعاملة القاسية، والتعذيب، أو أخذ الرهائن، أو الاعتداء على الكرامة الشخصية. كما أكد التزام «عدم إصدار الأحكام، وإيقاع العقوبات، خارج إطار محاكمات تتولاها محاكم مشكلة تشكيلاً قانونياً ومراعية للضمانات القضائية التي تنص عليها المعايير الدولية». كما شدد على «الامتناع عن إرهاب المدنيين بما في ذلك انتهاك الأعراض وخدش الحياء ... وتسهيل أعمال الإغاثة وحماية العاملين في هذا المجال وفي مجال الخدمات الطبية ... وحماية الصحافيين والعاملين في المنظمات الإنسانية غير الحكومية العاملين في مناطق تخضع لسيطرتنا». وفي محافظة اللاذقية، أشار «المرصد السوري لحقوق الإنسان» إلى «اشتباكات عنيفة بين قوات النظام مدعمة بقوات الدفاع الوطني ومسلحين من جنسيات عربية و «المقاومة السورية لتحرير لواء اسكندرون» ومقاتلي «حزب الله» اللبناني، من طرف، ومقاتلي جبهة النصرة (تنظيم القاعدة في بلاد الشام) وأحرار الشام وحركة شام الإسلام وحركة أنصار الشام وفيلق الشام وفرقة أبناء القادسية وتجمع شامنا وعدة كتائب إسلامية، من طرف آخر، في محيط المرصد 45 بريف اللاذقية الشمالي». أما في محافظة حماة، فأعلن «المرصد» وقوع قصف من الطيران الحربي على مناطق في بلدة كفرنبودة وقصف من الطيران المروحي بالبراميل المتفجرة لمناطق في بلدة كفرزيتا.