في أكبر حصيلة لخسائر بشرية يتكبّدها الجيش الأميركي في حادث واحد منذ غزوه أفغانستان نهاية العام 2001، قتل 31 جندياً من قواته الخاصة في تحطّم مروحية زعمت حركة «طالبان» أنها أسقطتها بولاية ورداك (شرقا). وحيّا الرئيس الأميركي باراك أوباما «التضحيات الاستثنائية» للجنود القتلى ورفاقهم الأفغان السبعة، مؤكداً أن حياتهم «ستشكّل مصدر إلهام لنا، وسنواصل العمل لضمان أمن بلادنا، والكفاح من أجل القيم التي جسدوها». وأوضح الناطق باسم حكومة ولاية ورداك، شهيد الله شهيد، أن مروحية «تشينوك» الأميركية التي تستخدم في نقل جنود وإمدادات وتستوعب 44 عسكرياً إضافة إلى أفراد الطاقم، «تحطّمت في منطقة سيد آباد بالولاية ليل أول من أمس، اثر إصابتها بصاروخ أطلقه مقاتلو «طالبان» عليها خلال إقلاعها من موقع شهد تنفيذ القوات الأجنبية والأفغانية عملية مشتركة استهدفت اجتماعاً لأعضاء في الحركة». وأكد ذبيح الله مجاهد، الناطق باسم «طالبان» التي كثفت عملياتها في الأسابيع الأخيرة، ونجحت في تنفيذ عمليات اغتيال استهدفت شخصيات مقرّبة من الرئيس حميد كارزاي، أن مسلحي الحركة أطلقوا النار على المروحية الأميركية وأسقطوها، معترفاً بمقتل 8 منهم. وقدّم كارزاي تعازيه لنظيره الأميركي وعائلات الضحايا، فيما شدد أوباما على «اتحاد الأميركيين في هذه الساعات القاتمة لدعم العسكريين الذين يخدمون الجيش كي نستطيع العيش بحرية وأمان». أما وزير الدفاع الأميركي ليون بانيتا فقال: «سنواصل العمل لإنجاز هذه المهمة»، مضيفاً: «شجاعة الجنود كانت مثالية وكذلك تصميمهم على جعل العالم أكثر أماناً». ويأتي هذا الحادث الدموي الذي رفع إلى 374 عدد الجنود الأجانب القتلى في أفغانستان منذ مطلع السنة، بعد نحو أسبوعين على بدء عملية تسليم القوات الأجنبية مسؤولية الأمن تدريجاً لنظيرتها الأفغانية التي ستستكمل في نهاية عام 2014، وفي وقت يزداد قلق الأميركيين من الكلفة الباهظة للحرب على الصعيدين البشري والمادي. وكانت مروحية من طراز «تشينوك» تحطمت في نيسان (أبريل) 2005، ما أسفر عن مقتل 15 جندياً أميركياً وثلاثة متعاقدين مدنيين، ثم تحطمت طائرة أخرى في حزيران (يونيو) من العام ذاته، ما أسفر عن سقوط 17 جندياً أميركياً. وفي 26 تشرين الأول (أكتوبر) 2009، تحطّمت ثلاث مروحيات، بينها إثنتان إثر اصطدامهما في الجو، ما أدى إلى مقتل 11 جندياً أميركياً وثلاثة رجال شرطة من الوكالة الأميركية لمكافحة المخدرات.