اعلن قادة المقاتلين المناوئين لنظام القذافي امس استيلاءهم على بلدة بئر الغنم التي تبعد 80 كيلومترا جنوب العاصمة الليبية طرابلس. ورافق مراسل «فرانس برس» مئات المقاتلين اثناء تقدمهم شمالاً على طريق تناثر عليه حطام مركبات محترقة للجيش الليبي، من دون ان يصل المراسل الى بئر الغنم. وكان مقاتلو المعارضة المسلحة متمركزين منذ عدة اسابيع عند بلدة بئر عياد التي تبعد 30 كيلومتراً الى الجنوب من بئر الغنم، عندما هاجموا صباح امس الحاميات الموالية للقذافي عند بئر الغنم. وفي تطور مواز يواصل مئات المقاتلين المتمردين على القذافي التقدم شمالاً على بعد نحو 40 كيلومتراً من بلدة صرمان القريبة من ساحل المتوسط. وتصاعدت اعمدة الدخان مما يعتقد انها مركبات تابعة للقوات الحكومية وقد حوصر جنود حكوميون داخل بعضها وتفحمت جثثهم. وغالبية المقاتلين الثوار على تلك الجبهة من «كتيبة طرابلس» وهم في معظمهم من المتطوعين الوافدين من طرابلس ومدن ساحلية اخرى لتلقي التدريب في جبل نفوسة ومن ثم مباشرة القتال. وكان مصطفى عبد الجليل رئيس «المجلس الوطني الانتقالي» دعا أمس المعارضة الليبية المسلحة الى الوحدة في مواجهة نظام القذافي في الوقت الذي تشهد تصدعاً في صفوفهم بعد خمسة اشهر من الانتفاضة على الزعيم الليبي، على اثر اغتيال اللواء عبدالفتاح يونس القائد العسكري للمجلس الانتقالي. وقال عبدالجليل انه يريد ان يبعث برسالة «الى كافة الليبيين في المناطق المحررة» يحضهم فيها على تركيز جهودهم على «المعركة من اجل الحرية» والاتحاد «من اجل قضية اسمى». وعلى رغم عدم توافر التفاصيل والتي ما زالت بانتظار التحقيق فيها، فمن المعروف ان عضواً بارزاً في «المجلس الانتقالي» هو علي العيساوي وقع على امر القبض على يونس ما اثار اتهامات بأن المجلس ربما ساعد في تسهيل اغتياله من حيث لا يدري. كما تعرض «وزير دفاع» الثوار جلال الدغيلي وابرز مساعديه لانتقادات لمواصلتهما جولة خارجية رغم ورود انباء اعتقال يونس. وواجه المجلس احتجاجات غاضبة من جانب ابناء قبيلة العبيدي التي ينتمي اليها يونس فضلاً عن مطالب بالاصلاح من مجموعات كانت في طليعة الثورة التي بدأت في 17 شباط (فبراير). ووعد عبد الجليل بسرعة الكشف عن خلفيات مقتل يونس وعن تفاصيل ما جرى. كما وعد بتحقيق جريء في كيفية تعامل «المجلس الانتقالي» مع الازمة، وقال ان «لا احد فوق القانون». ومنذ مقتل اللواء يونس ظهرت توترات قبلية الى السطح في بلد شكلت فيه العشائرية لعقود اساس تسوية النزاعات في غياب مؤسسات قضائية فاعلة. واعلن «المجلس الوطني الانتقالي» امس انه اطلق برنامج دعم اقتصادي في منطقة جبل نفوسة، غرب البلاد، سيوزع خلاله نحو عشرة ملايين دولار على العائلات. وجاء في بيان وزع في بنغازي ان «المجلس، من خلال آلية تمويل موقتة ضمن 14 مليون دينار (عشرة ملايين دولار) لبرنامج دعم العائلات». وأوضح ان «هذا البرنامج ينص على توزيع تلك الاموال مباشرة على عائلات جبل نفوسة خلال شهر رمضان كي تتمكن من اقتناء المواد الاساسية ومساعدة النازحين على العودة الى ديارهم». ويشمل البرنامج 17 بلدة وسيستند الى الدفتر العائلي الذي تملكه كل اسرة. ولم يتقاض موظفو تلك المنطقة الحدودية مع تونس التي تسكنها اغلبية من البربر رواتبهم منذ كانون الثاني (يناير)، كما يقول المتمردون. وعلى غرار شرق البلاد تمرد القرويون في شباط (فبراير) على النظام الليبي، وتشكل السهول في سفح الجبل خط الجبهة مع قوات القذافي على مسافة مئة كلم جنوبطرابلس.