دافع المقاتلون المناوئون لمعمر القذافي عن مواقعهم في بلدات رئيسية في المنطقة الغربية امس في مواجهة هجوم للقوات الموالية للعقيد الليبي، بينما ما زالوا يسيطرون على بلدة بئر الغنم الاستراتيجية وتكبدوا خسائر في زليتين. واعترف مقاتلو المعارضة المسلحة بان ما لديهم من ذخيرة بدأ ينفد بينما يسعون لصد هجوم من القوات الموالية على بلدة زليتين التي تبعد 120 كيلومترا شرق العاصمة طرابلس معقل القذافي. وصرح عبد الوهاب مليطان المتحدث بلسان المتمردين في بلدة مصراتة الساحلية قرب زليتين ان القوات الموالية للقذافي شنت الاحد هجوما على مواقعهم في منطقة سوق الثلاثاء ما اسفر عن قتل ثلاثة واصابة 15. وقال مليطان ان "الثوار يفتقرون للذخيرة للتقدم ولا نريد ان نجازف بفقدان اي ارض". وكان المتمردون تمكنوا الثلاثاء من الوصول الى وسط زليتين ما ادى الى اشتباكات عنيفة. غير انهم اضطروا لاحقا الى الانسحاب منه الى اطراف المدينة. وصرح حلف شمال الاطلسي في بروكسل ان طائراته قصفت ثمانية اهداف في محيط زليتين الاحد - تشمل اربعة مراكز للقيادة والتحكم ومنشأة عسكرية ومستودع اسلحة فضلا عن منصة لاطلاق القذائف المضادة للدبابات وراجمة صواريخ متعددة. كما قصف الحلف اربعة اهداف في محيط مدينة البريقة النفطية شرقا كان بينها دبابتان وخمسة اهداف في طرابلس - اربعة منها من الانظمة المضادة للطائرات. وفي العاصمة طرابلس صرح رئيس الوزراء البغدادي المحمودي للصحافيين ان القوات الحكومية تمكنت من استعادة بلدة بئر الغنم الاستراتيجية الى الجنوب الغربي من طرابلس. وقال المحمودي ان "الحياة عادت الى طبيعتها في بئر الغنم وباتت تحت السيطرة الكاملة للنظام". غير ان صحافيا من فرانس برس قال ان المتمردين يسيطرون على البلدة في وقت مبكر الاثنين. واضاف ان "المتمردين يسيطرون على نقاط التفتيش، ولا يجري اطلاق نار"، مضيفا ان طائرات الاطلسي تحلق في سمائها. وقال المتمردون من منطقة جبل نفوسة الذي يهيمن عليه البربر الى الجنوب من طرابلس انهم سيطروا على بئر الغنم التي تبعد 80 كلم فقط عن العاصمة السبت، مع تقدمهم بهدف السيطرة على مزيد من المناطق شرقا. ويستخدم المتمردون جبل نفوسة نقطة انطلاق للتقدم الى طرابلس غير انهم يواجهون مقاومة شديدة. كما دان المحمودي تكثيف غارات الاطلسي على طرابلس وغيرها من المدن حيث قال ان الحلف "لا يفرق بين المواقع المدنية والعسكرية". وانتقد المحمودي المجلس الوطني الانتقالي للثوار الحكومة المتمردة الفعلية فضلا عن الوضع الامني في المناطق التي يسيطرون عليها شرقا خاصة بعد اغتيال اللواء عبد الفتاح يونس الشهر الماضي والذي كان حليفا لامد طويل للقذافي قبل ان ينشق وينضم الى المتمردين. وقال رئيس الوزراء الليبي ان "القرار والوجود الحقيقي على الارض هو للجماعات الاسلامية المتطرفة". ومنذ بدء الثورة على القذافي يعمد نظامه الى تصوير الانتفاضة المستمرة منذ خمسة اشهر على انها مؤامرة من جانب القاعدة. كما قال المحمودي ان اغلب اعضاء المجلس الانتقالي تركوا ليبيا، مضيفا "اتحدى المجلس الانتقالي ان يلتئم ولو مرة خلال رمضان". وفي هذه الاثناء صرح مصدر للمتمردين في القصبات التي تبعد 90 كيلومترا شرقي طرابلس ان البلدة مازالت خاضعة للحصار. وكان المتمردون طردوا الخميس القوات الموالية للقذافي المتمركزة في احدى مدارس البلدة. لكن منذ ذلك الحين يقاتلون لابقاء سيطرتهم على ما كسبوه من مواقع.