نيقوسيا - أ ف ب - أفاد ناشطون حقوقيون السبت، ان عشرات الدبابات والآليات العسكرية انتشرت في عدد من أحياء مدينة دير الزور (شرق)، وتحولت مدينة حمص (وسط) التي شهدت انتشار تعزيزات عسكرية الى جبهة، فيما وصل عدد المتظاهرين الذين قتلوا برصاص رجال الامن الجمعة في مدن سورية الى 22 شخصاً، بينهم 7 سقطوا اثناء التظاهرات التي جرت بعد صلاة التراويح. وذكر مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن، ان «نحو 250 دبابة ومدرعة انتشرت في أربع مناطق في أطراف دير الزور». وأوضح الناشط ان الآليات العسكرية توزعت «خلف حي بور سعيد وفي حي الحريقة وبجانب مقر الامن السياسي وفي منطقة المطار». وكان المرصد أكد الجمعة، أن مدينة دير الزور تشهد منذ الاربعاء حركة نزوح واسعة النطاق تكثفت الخميس، وذلك خوفاً من هجوم وشيك قد تشنه قوات الجيش على المدينة المحاصرة. وفي وسط البلاد، اضاف مدير المرصد، أن مدينة حمص «كانت أشبه بجبهة حتى الصباح». وقال إن المدينة «شهدت انتشاراً مكثفاً لمدرعات الجيش وعربات مدرعة وسيارات تابعة للأمن في حي باب السباع»، مشيراً الى ان «السكان يسمعون اصواتها في الطرقات». ونقل المرصد عن ناشطين في المدينة، أن «اطلاق الرصاص استمر في غالبية أحياء حمص من دوار باب الدريب والفاخورة والانشاءات والفوطة والقرابيص». وتابع: «كما استمر إطلاق النار بالأسلحة الرشاشة الثقلية والمتوسطة والخفيفة في حي باباعمرو حتى الصباح». ولم يتمكن المرصد من معرفة ما يجري في مدينة حماة (وسط) «نظراً لانقطاع الاتصالات عنها». وأفاد شهود وناشطون وحقوقيون، أن العشرات قتلوا في حماة إثر عمليات عسكرية بدأت منذ ايام، برَّرتها السلطات بالعمل على اعادة الامن والاستقرار الى المدينة في مواجهة «التنظيمات الارهابية المسلحة». ويأتي ذلك فيما قتل 22 شخصاً وجرح اكثر من 50 عندما اطلق رجال الامن النار لتفريق متظاهرين الجمعة، حيث شهدت سائر انحاء سورية تظاهرات احتجاجية حاشدة ضد النظام في اول يوم جمعة من شهر رمضان. وقال رئيس الرابطة السورية لحقوق الانسان عبد الكريم ريحاوي، إن تظاهرات جمعة «الله معنا» أسفرت عن «مقتل 22 شخصاً بينهم 15 قتيلاً سقطوا في تظاهرات ظهر (أول) امس وسبعة قتلى سقطوا مساء عقب صلاة التراويح». وأشار ريحاوي الى ان «عدد القتلى مرشح للارتفاع بسبب وجود حالات خطرة بين الجرحى الذين تجاوز عددهم العشرات». وأوضح انه «قتل سبعة في عربين (ريف دمشق) وثلاثة في حمص (وسط) وثلاثة في الضمير (ريف دمشق) وشخص في المعضمية (ربف دمشق) وشخص في نوى (جنوب)» في ريف درعا معقل حركة الاحتجاجات. وأضاف ان «سبعة متظاهرين قتلوا برصاص الأمن الذين قاموا بتفريق تظاهرات بينهم شخصان من حي نهر عيشة في العاصمة وأربعة أشخاص في حمص واثنان في الخالدية وشخص في حي العدوية وآخر في الفاخورة)، بالإضافة الى شخص في دوما (ريف دمشق)». وكانت حصيلة سابقة أوردها المرصد أفادت عن مقتل 16 شخصاً بينهم «شهيد في حي القابون بدمشق وجد مقتولاً أمام منزله بعد اعتقاله من قبل الأمن وعليه آثار تعذيب». كما أشار المرصد الى انه اضافة الى هذه الحصيلة «توفي الجمعة متظاهر متأثراً بجروح اصيب بها الخميس في حمص». وكان مصدر رسمي اعلن الجمعة مقتل 6 من رجال الامن وجرح ثمانية آخرين في مناطق مختلفة في سورية. وتشهد سورية حركة احتجاجات واسعة منذ منتصف آذار (مارس) أدى قمعها من جانب السلطة الى مقتل 1649 شخصاً من المدنيين و389 جندياً وعنصر امن بحسب حصيلة جديدة لمنظمة حقوقية. كما اعتقل اكثر من 12 ألف شخص ونزوح الآلاف، وفق منظمات حقوقية. وتتهم السلطات «جماعات ارهابية مسلحة» بقتل المتظاهرين ورجال الامن والقيام بعمليات تخريبية واعمال عنف اخرى.