شهدت مدن سورية عدة أمس تظاهرات حاشدة في «جمعة النصر والثبات» التي دعت إليها صفحات معارضة على موقع التواصل الاجتماعي «فايسبوك»، قتل خلالها ثلاثة أشخاص برصاص قوات الأمن. وقال مدير «المرصد السوري لحقوق الانسان» رامي عبدالرحمن إن «شخصين قتلا وجرح خمسة آخرون عندما اطلقت عناصر موالية للنظام النار على متظاهرين خرجوا من جامع علي بن ابي طالب في دير الزور». وأضاف أن «شاباً أصيب بجروح خطرة في قرية القورية في محافظة دير الزور اثر اطلاق قوات الامن الرصاص الحي على متظاهرين». وأكد أن «شخصاً قُتل واصيب ثلاثة آخرون عندما أطلق عناصر الامن النار على متظاهرين خرجوا من جامع المحمدي في نوى» في ريف درعا، كما «جرح مواطن في حمص اثر اطلاق قوات الامن الرصاص لتفريق متظاهرين في حي باب السباع، خرجوا في تشييع شهيد قتل برصاص قناصة مساء» الخميس، بحسب المرصد الذي تحدث عن «إصابة رجل وابنته ذات الأربعة أعوام بجروح عندما أطلق عناصر من الأمن النار عشوائياً في حي باب الدريب في حمص». وأشار «اتحاد تنسيقيات الثورة السورية» إلى «جرح ستة متظاهرين في إطلاق نار من مدرعات عسكرية في مدينة القصير الواقعة في ريف حمص». وفي ريف دمشق، قال المرصد إن «شاباً أصيب في مدينة داريا بجروح خطرة إثر مطاردته من قبل دورية أمنية أطلقت الرصاص على سيارته». وأضاف أن «داريا شهدت انتشاراً كثيفاً لعناصر الأمن والجيش أثناء خروج المصلين من جامع المصطفى وتمركزوا في نقاط عدة أمام الجامع وعند المداخل». وتابع أن «خمسة متظاهرين أصيبوا بينهم جريح حالته خطرة عندما أطلق رجال الأمن النار لتفريق تظاهرة قرب مقر الأمن المركزي في دوما». وذكر رئيس «الرابطة السورية لحقوق الإنسان» عبدالكريم الريحاوي الذي أطلق سراحه أخيراً بعد ان اعتقل 12 يوماً من دون توجيه تهمة إليه أن «قوات الأمن فرقت تظاهرة في الكسوة (ريف دمشق) ما أسفر عن إصابة متظاهر». من جهتها، ذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية «سانا» أن «مسلحين ملثمين أطلقوا النار على حاجز لقوات حفظ النظام في دير الزور ما أدى إلى جرح ثلاثة عناصر ومقتل اثنين من المسلحين». وأفاد ناشطون حقوقيون أن عدداً من التظاهرات انطلق في مدن سورية عدة بعد دعوة اطلقها ناشطون الى التظاهر في يوم «جمعة الصبر والثبات» المطالبة بإسقاط نظام الرئيس السوري بشار الاسد، ففي حمص التي تشهد غلياناً أمنياً وعسكرياً منذ أيام خرج نحو 15 ألف متظاهر في حي الخالدية، إضافة إلى آلاف في أحياء أخرى كبابا عمرو وباب السباع والقصور. كما خرج عشرات الآلاف في تظاهرات حاشدة مطالبة بإسقاط النظام في مدن تدمر والرستن وتلبيسة والقصير اللواتي في ريف حمص. وخرجت تظاهرة ضمت الآلاف في منطقة الجبيلة الواقعة في دير الزور وقام رجال الأمن بتفريقها بقوة، إضافة الى تظاهرة في البوكمال (شرق). وتظاهر نحو خمسة آلاف شخص في القامشلي (شمال شرق) هتفوا بحسب شريط مصر: «ما منحبك ارحل عنا انت وحزبك». وفي دمشق، فرق رجال الأمن بالقوة تظاهرتين خرجتا من جامعي الدقاق والحسن في حي الميدان إضافة الى تظاهرات جرت في حي برزة والقدم والقابون رغم الحصار والتواجد الامني الكثيف الذي يشهده هذا الحي. وفي ريف دمشق، تظاهر أكثر من سبعة آلاف شخص في دوما مطالبين باسقاط النظام، كما خرجت تظاهرة في الزبداني رغم الانتشار الامني الكثيف وتظاهرة في كناكر خرج فيها نحو ثلاثة آلاف شخص. وهتف المتظاهرون بحسب شريط مصور بثته مواقع الكترونية: «نحن رجال الحرية، واحدنا بيسوى 100». وخرجت تظاهرات في داريا وحرستا وقارة كما أطلقت قوات الأمن الرصاص الحي لتفريق نحو 2500 متظاهر في عربين. وخرج الآلاف للتظاهر في حي الصاخور في حلب (شمال) كما خرجت تظاهرات حاشدة في مناطق عدة في ريف ادلب وريف درعا. ودعا ناشطون إلى مواصلة التظاهر، مؤكدين أن «الحق سينتصر». وقال ناشطون أمس إن قوات الأمن قتلت ثمانية أشخاص في انحاء متفرقة من البلاد خلال ليل أول من أمس في حملة متواصلة لقمع الاحتجاجات الشعبية. وذكر الناشطون أن غالبية القتلى سقطوا نتيجة هجمات على متظاهرين في الشوارع يطالبون بنهاية حكم أسرة الأسد المستمر منذ 41 عاماً والتي تنظم يومياً بعد صلاة التراويح في رمضان. وقُتل سبعة أشخاص في مدينة حماة التي يحاصرها الجيش منذ مطلع الشهر وفي مدينة حلب وفي محافظة ادلب وفي حمص، أما القتيل الثامن فهو سائق شاحنة تركي قتلته ميليشيا موالية للأسد على الطريق السريع المؤدي إلى تركيا في بلدة الرستن شمال دمشق. وقال المعارض أديب الشيشكلي حفيد أحد رؤساء سورية الأوائل بعد استقلال البلاد عن فرنسا، إن أفضل رد على الاسد هو احتجاجات الشوارع السلمية التي تشهدها البلاد مع سقوط حاكم شمولي آخر في ليبيا. من جهة أخرى، فتحت وزارة الداخلية السورية تحقيقاً لمعرفة ملابسات وللكشف عن منفذي الاعتداء الذي تعرض له رسام الكاريكاتور علي فرزات من قبل مجهولين اعترضوا سيارته فجر الخميس في دمشق. واتهم فرزات قوات الأمن بخطفه والاعتداء عليه ل «تأديبه» بسبب «تطاوله على أسياده». إلى ذلك، اختتم وفد من الاممالمتحدة أول من أمس مهمة إنسانية في سورية بعد أن طلبت منه السلطات مغادرة مدينة حمص الاثنين الماضي، كما اعلن مسؤول في المنظمة الدولية. وستقوم البعثة بتقديم خلاصة ما توصلت اليه في الايام المقبلة.