طالب مواطنون ومقيمون الإدارة العامة للمرور في منطقة الرياض بنشر لوحات تنبّه سائقي السيارات إلى وجود كاميرات رصد المخالفات المرورية (ساهر) في الأحياء كافة، لكن رد «المرور» كان حاسماً بالرفض. ويرى المواطن هاشم الشريف أن اللوحات التي وضعتها الإدارة العامة للمرور لتنبيه المارة من وجود كاميرات «ساهر» في بعض الأحياء، قليلة ولا تقارن بحجم الكاميرات التي ترصد السائقين في غالبية الأحياء. وأضاف : «لوحات التنبيه عن وجود ساهر في بعض طرقات الرياض لا تلفت الانتباه، وتبدو كأنها وضعت لرفع العتب عن المرور»، داعياً إلى وضع لوحات أكبر في أماكن واضحة كما هو معمول به الآن في طريق الملك عبدالله بن عبدالعزيز وشارع الأمير جابر الصباح، حتى تذكر السائقين دائماً بالسرعة المحددة. وأكد طلال العتيبي أن سيارات «ساهر» لا تلتزم بالوقوف خلف اللوحات التنبيهية الموضوعة في بعض أحياء الرياض، ما يجعل قائدي المركبات في حال ترقب دائم بسبب هذه الكاميرات، ويرسم في أذهانهم أن الهدف من «ساهر» تصيد عابري الطرق. وتساءل تركي العبيسي عن إمكان نشر لوحات التنبيه من «ساهر» في أحياء مدينة الرياض كافة، خصوصاً أن الأموال التي يجنيها القائمون على النظام وفيرة، ويمكن تخصيص جزء منها لنشر التوعية عبر لافتات في كل مكان. الإجابة من مدير الإدارة العامة لمرور الرياض العميد عبدالرحمن المقبل جاءت بالرفض. وقال المقبل ل»الحياة»: «لا يمكن في مدينة مساحتها مئات الكيلو مترات أن تنشر كاميراتك وتضع لكل كاميرا لوحة تنبيهيه خاصة بها، ولذلك سنكتفي باللوحات في الطرق الرئيسية فقط، إذ لا يعقل أن ننشر ألف لوحة إذا كان لدينا ألف كاميرا موزعة على المدينة». وأشار إلى أن الهدف من وجود اللوحات المرورية تنبيه السائقين بوجود أجهزة «ساهر» والالتزام بالسرعة المحددة، مشيراً إلى أنها ليست وليدة اللحظة، بل كانت موجودة سابقاً في مداخل الرياض فقط، والآن أصبحت مشاهدة في بعض الطرق السريعة رغبة من المرور في نشر الوعي لدى السائقين وتوضيح أن «ساهر» ليس لرصد المخالفات فقط. وتطرق إلى أن الإحصاءات أثبتت أن الحوادث انخفضت عما كانت عليه سابقاً، وهذا هو الهدف الرئيسي لوجود تلك الأجهزة. وكان المقبل أكد في تصريحات سابقة أن نسبة الوفيّات شهدت انخفاضاً بعد تطبيق مشروع «ساهر»، وذلك عند المقارنة بين 6 أشهر من العام الماضي و6 أشهر من العام الحالي. وأضاف: «وجدنا أن الوفيات انخفضت من 166 إلى 127 حالة، وانخفضت الإصابات بنسبة 3 في المئة، في حين أن الحوادث انخفضت بنسبة 20 في المئة، أما المخالفات فمن بين كل 100 سيارة لا تزيد المخالفات على 6.05 في المئة، بعد أن كانت تصل إلى 34 في المئة». وعن عدم وضوح تلك اللوحات قال المقبل: «من وجهة نظري فإن اللوحات واضحة لقائدي المركبات». ويتعرض نظام «ساهر» إلى انتقادات كثيرة بسبب طريقة التقاط كاميراته المخالفات المرورية ومضاعفتها في حال عدم سدادها في وقت محدد، ولذلك تعرضت كاميرات «ساهر» في مدن كثيرة للتخريب ما يدل على حجم الرفض الذي تواجهه. وامتد الاعتراض على «النظام» إلى مجلس الشورى الذي وجه أحد أعضائه وهو الدكتور طلال بكري انتقادات للقائمين على تطبيقه بسبب سياسة مضاعفة المخالفات، وعدم وضوح أماكن تواجد سيارات «ساهر» في الشوارع.