شيكاغو (الولاياتالمتحدة) - أ ف ب، رويترز - استغل الرئيس الأميركي باراك أوباما احتفاله بعيد ميلاده الخمسين أمس، لإعادة إطلاق نشاط حملته للانتخابات الرئاسية المقررة العام المقبل وسط تجمع لمؤيديه في شيكاغو، واكبه عبر الإنترنت حوالى 1100 مجموعة دعم في أنحاء الولاياتالمتحدة. ويعتبر هذا التجمع الأول بين ثلاثة ستنظم ضمن حملته الانتخابية. وأعلن الرئيس الديموقراطي، في كلمة ألقاها أمام حوالى 2400 شخص حضروا حفلة موسيقية في مسرح أراغون، انه سيركز الآن على زيادة فرص العمل بعدما عالج الجدل الذي استمر نحو شهر مع الجمهوريين حول مشكلة سداد الديون، وانتهى الثلثاء الماضي بموافقته على رفع سقف الدين في مقابل خفض الإنفاق بقيمة 2.1 تريليون دولار، وتجنب زيادة الضرائب. وفيما أضرت أزمة الدين بشعبيته التي تراجعت إلى نحو 40 في المئة وفق استطلاع للرأي أجراه معهد «غالوب» الأسبوع الماضي، دافع أوباما عن سجله الاقتصادي، مؤكداً انه ورث تحديات خطيرة من سلفه الجمهوري جورج بوش، وبينها اقتصاد «أسوأ» مما تصوره مساعدوه. وشدد على وجود خلافات عميقة بين الديموقراطيين والجمهوريين حول السياسات الاقتصادية، معلناً أن الانتخابات الرئاسية المقبلة التي تجري «قد تكون أهم من الانتخابات السابقة في جوانب عدة». وعدد أوباما سلسلة الإنجازات التي حققها والتي تحظى بتأييد واسع، وبينها إصلاح نظام الضمان الصحي، وإلغاء قانون يمنع مثليي الجنس في الجيش من كشف ميولهم وسحب القوات من العراق. وقال مسترجعاً شعار حملته الانتخابية: «لم أقل تغييراً نستطيع أن نؤمن به غداً أو الأسبوع المقبل»، مؤكداً «ضرورة مناصرة قضيتنا». وتابع «لمستم أخيراً مدى القسوة التي ستتسم بها بعض معارك الانتخابات المقبلة. من الضروري أن تبقوا جميعاً محفزين، وتسندوا ظهري لتحقيق التغيير الذي نؤمن كلنا به». وبعدما أمر أوباما بتنفيذ عملية الكوماندوس لقتل زعيم تنظيم «القاعدة» أسامة بن لادن في باكستان في أيار (مايو) الماضي، قال للحشد: «باتت القاعدة في عهدنا مطاردة، لكن سياستنا الخارجية لا يمكن أن تقتصر على الحروب، بل يجب أن تقوم على السلام أيضاً، وتقضي باحترام حقوق الإنسان في أنحاء العالم، والتثبت من أن أميركا تبقى منارة أمل» واصفاً هذه المثل العليا بأنها «من المهمات غير المنجزة لإدارته». ودفع حوالى 1700 شخص 50 دولاراً على الأقل للمشاركة في هذا التجمع، كما ساهم حوالى مئة ممول بمبلغ فردي مقداره 35800 دولار لمجالسة أوباما في حفلة عشاء احتضنها قسم آخر من المسرح، علماً أن الجمهوريين يركزون الآن على استهداف حملته لجمع أموال لحملته الانتخابية، والسخرية من تعهده معالجة البطالة. كذلك، تجمعت حشود على طريق موكبه لإلقاء التحية عليه لدى عبوره شوارع شيكاغو ليلاً، فيما وقف أيضاً محتجون رفعوا لافتات تدعوه إلى وقف عمليات ترحيل المهاجرين غير الشرعيين.