سعى الرئيس الامريكي باراك اوباما الى استعادة طاقات حملته الانتخابية التي قادته الى البيت الابيض بعد ازمة الدين التي اضرت بشعبيته، مع عودته الى معقله شيكاغو للاحتفال بعيد ميلاده الخمسين. وقام اوباما بزيارة خاطفة لشيكاغو قبل يوم من بلوغه الخمسين، سعيا لحشد الدعم واستنهاض قاعدة مؤيديه من الناشطين على الانترنت الى كبار الممولين. وعدد اوباما في قاعة مسرح مكتظة بمناصريه سلسلة من الانجازات التي حققها والتي تحظى بتأييد واسع ومنها اصلاح نظام الضمان الصحي والغاء قانون يمنع مثليي الجنس في الجيش من كشف ميولهم وسحب القوات من العراق، وقال اوباما مسترجعا شعار حملته الانتخابية «لم اقل (تغيير يمكننا ان نؤمن به) غدا، لم اقل (تغيير يمكننا ان نؤمن به) الاسبوع المقبل» مؤكدا «علينا مناصرة قضيتنا». ورأى أوباما خلال التجمع الذي عقد في الوقت نفسه عبر الانترنت مع حوالى 1100 مجموعة دعم في جميع انحاء الولاياتالمتحدة في الاول من ثلاثة تجمعات مماثلة يعتزم تنظيمها على التوالي ان انتخابات 2012 «قد تكون على بعض الاصعدة اهم من الانتخابات الاخيرة»، وتابع «لمستم هذا الاسبوع مدى القسوة التي ستتسم بها بعض هذه المعارك. ومن الاساسي تماما ان تبقوا جميعا محفزين». وهتف الحضور لاوباما متمنين له عيد ميلاد سعيدا وتجمعت الحشود على طريق موكبه لالقاء التحية عليه حين عبر شوارع شيكاغو ليلا، فيما وقف ايضا محتجون رفعوا لافتات تدعوه الى وقف عمليات ترحيل المهاجرين غير الشرعيين. وبعدما استند اوباما الى حركة تأييد شعبي كبيرة وشبكات التواصل الاجتماعي على الانترنت لحمله الى البيت الابيض في فوز ساحق فاجأ التوقعات، تراجعت شعبيته الاسبوع الماضي الى 40% بحسب تحقيق اجراه معهد غالوب. وتوصل اوباما الاحد الى اتفاق مع الجمهوريين على رفع سقف الدين حال في اللحظة الاخيرة دون تعثر الولاياتالمتحدة في تسديد مستحقاتها، ما كان سينعكس سلبا على الاقتصاد الامريكي، غير ان بنود هذا الاتفاق اثارت استياء العديد من مؤيديه ولا سيما منها اقتطاع 2500 مليار دولار من النفقات بدون زيادة مداخيل الدولة وخصوصا من الضرائب. وصوت نصف الاعضاء الديمقراطيين في مجلس النواب ضد الاتفاق الذي اضطر اوباما الى القبول به بعد تمسك تيار «حزب الشاي» المحافظ المتشدد برفض اي زيادات ضريبية، ووصف اوباما ازمة الدين بانها «جرح الحقناه بانفسنا»، مشيرا الى انه كشف عن اختلاف جوهري في الاولويات بينه وبين الجمهوريين،. غير انه دافع عن الاتفاق معتبرا انه «مسؤول» ومؤكدا ان الجدل الذي جرى بعث فيه الحيوية، وقال «اعتقد ان هذا الحدث كان مثالا حادا على ما يجري منذ بعض الوقت وهو من العوامل التي حملتني على الترشح للرئاسة». ودفع حوالى 1700 شخص ما لا يقل عن 50 دولارا للمشاركة في هذا التجمع الاقرب الى المهرجانات الانتخابية في مسرح اراغون. وانتقل اوباما بعد اللقاء مع الحشود الى قسم اخر من المسرح ذاته للمشاركة في حفل عشاء مع حوالى مئة ممول دفع كل منهم 35800 دولار لمجالسة الرئيس. وقال معاونو اوباما ان الرئيس سيقوم لاحقا هذا الشهر بجولة في حافلة على ولايات الوسط الغربي من الولاياتالمتحدة التي تعاني من البطالة، ما سيساعد على تحديد ملامح حملته الانتخابية التي تزداد تعقيدا بسبب هجوم الجمهوريين.