بغداد - ا ف ب، رويترز - يعقد القادة العراقيون اليوم اجتماعاً في منزل الرئيس جلال طالباني للبحث في امكان الطلب من قوات اميركية البقاء في البلاد بعد موعد الانسحاب الكامل المقرر نهاية العام الحالي بموجب اتفاق أمني موقع بين واشنطن وبغداد. ووصل الى العراق امس رئيس هيئة الاركان الاميركية الأميرال مايكل مولن لمناقشة المسألة. وصرح للصحافيين قبل ان تحط طائرته في قاعدة عسكرية اميركية في الموصل إن الهجمات التي تشنها ميليشيات عراقية تدعمها ايران على القوات الامريكية انخفضت بشدة بفضل العمليات العسكرية الاميركية والعراقية والجهود السياسية لبغداد. واضاف «فعلنا هذا. قوات الامن العراقية فعلت هذا. الزعماء السياسيون تعاملوا مع الأمر. ولذلك شهدنا خلال الاسبوعين او الثلاثة الماضية انخفاضا ملموسا (في العنف). انا في حالة انتظار لارى ما اذا كان يمكن لهذا ان يدوم». ولم يقدم تفاصيل الخطوات المحددة التي اتخذت رداً على موجة من الهجمات جعلت من شهر حزيران (يونيو) أكثر الشهور دموية للقوات الاميركية في العراق منذ العام 2008، حيث قتل 14 جنديا. وأرجع مسؤولون أميركيون معظم الاصابات الى هجمات صاروخية شنتها ميليشيات شيعية تسلحها ايران. وحذر مسؤولون اميركيون الحكومة العراقية من انه اذا لم تبت في الامر سريعاً فسيصعب تغيير خطة الانسحاب وستكون أكثر كلفة، وقالوا إن العراق سيعاني من ثغرات أمنية في بعض المجالات منها الدفاع الجوي والاستخبارات وعمليات النقل والامداد اذا انسحبت كل القوات الاميركية. وقال مولن «نحن نفهم وهم ايضا اين يمكن ان تكون هذه الثغرات. لكن يعود اليهم اتخاذ الخطوات اللازمة للتغلب على هذه المخاطر». وكانت هيئة مراقبة اميركية اكدت ان الوضع الامني في العراق تراجع مقارنة مع ما كان عليه قبل عام واحد وان التدهور الامني مستمر. وقال المفتش العام الخاص لاعادة اعمار العراق ستيوارت بوين في التقرير ان «العراق لا يزال مكاناً في غاية الخطورة للعمل»، مضيفا «برأيي انه اقل امانا مما كان عليه قبل 12 شهرا». أعلنت مصادر رسمية عراقية امس، أن 259 عراقياً قتلوا وجرح 453 آخرون في اعمال عنف خلال تموز (يوليو) الماضي، في ثاني أعلى رقم للضحايا خلال شهر واحد هذا العام. وأوضحت حصيلة اعدتها وزارات الدفاع والداخلية والصحة، ان «259 عراقياً بينهم 159 مدنياً و44 عسكرياً و56 شرطياً قتلوا خلال تموز (يوليو)». كما أشارت الحصيلة الى إصابة 453 عراقياً بجروح بينهم 199 مدنياً و119 عسكرياً و135 شرطياً بجروح خلال الشهر ذاته. في المقابل، قتل «22 ارهابياً واعتقل 115 آخرون» خلال الشهر الماضي، وفقاً للمصادر ذاتها. وتمثل حصيلة الضحايا انخفاضاً محدوداً مقارنة بعدد ضحايا حزيران (يونيو) الذي قتل خلاله 271 شخصاً وجرح 454، لتبلغ بذلك ثاني أعلى عدد للضحايا في شهر واحد خلال العام الحالي. كما تمثل الحصيلة انخفاضاً كبيراً مقارنة بعدد ضحايا تموز (يوليو) من العام الماضي، عندما قتل 535 شخصاً.