استأنفت الولاياتالمتحدة ليل الأربعاء– الخميس، غارات الطائرات بلا طيار ضد المتمردين الإسلاميين في باكستان، وهي الأولى منذ 25 كانون الأول (ديسمبر) 2013، وتأتي بعد ثلاثة أيام على هجومين شنتهما حركة «طالبان باكستان» على مطار كراتشي الأكبر في هذا البلد وأسفرا عن 37 قتيلاً. وأدت غارتان في إقليم شمال وزيرستان، بحسب السلطات المحلية، إلى مقتل 16 متمرداً على الأقل بينهم أوزبك، علماً بأن توقيت تنفيذهما بعد هجومي كراتشي يعزز فرضية وجود تنسيق بين واشنطن وإسلام آباد التي تندد دائماً بالضربات الجوية الأميركية باعتبارها انتهاكاً لسيادتها، لكن وثائق نشرت في السنوات الأخيرة كشفت عن أنها أعطت الضوء الأخضر لغارات عدة. ويرى محللون في باكستان أن هجومي كراتشي أشارا إلى تحول مقلق في أساليب «طالبان باكستان» التي تزداد قوة، عبر ضرب البلاد في العمق. وأكد قائد كبير في الحركة أن الهجومين مثلاً استراتيجية جديدة للتصدي لاستعدادات الجيش لشن عملية واسعة في شمال وزيرستان، وقال: «قررنا تغيير استراتيجيتنا وضرب مراكزهم الاقتصادية الرئيسية. فهم سيقتلون أبرياء بقنابلهم، ونحن سنضرب مراكزهم في المدن الكبرى». وقال طارق عظيم، المسؤول في إدارة شريف، إن «عملية عسكرية واسعة باتت وشيكة في شمال وزيرستان، ويدرك الجميع أنه سيكون هناك رد فعل». على صعيد آخر، سمحت محكمة في كراتشي بمغادرة الرئيس السابق برويز مشرف البلاد خلال أسبوعين، ما يمهد لانتقاله إلى المنفى مجدداً وانتهاء مشاكله مع القضاء في بلد يتمتع فيه الجيش بنفوذ كبير. وتلا قرار المحكمة القاضي محمد علي مظهر، الذي قال إنه «يمكن تنفيذ الحكم خلال 15 يوماً» لإمهال الحكومة الفيديرالية «تقديم استئناف أمام المحكمة العليا» إذا رغبت في ذلك. وكانت محكمة خاصة دانت في نيسان (أبريل) الماضي الرئيس الباكستاني السابق بتهمة «الخيانة العظمى» بتهمة فرض الطوارئ وتعليق الدستور وإقالة قضاة في 2007، وهي جريمة تصل عقوبتها إلى الإعدام، ما يشكل سابقة في تاريخ هذا البلد الذي يشهد تنافساً مستمراً بين السلطة المدنية والجيش القوي جداً الذي جاء مشرف منه. وكانت أوساط مشرف تسعى إلى إقناع السلطات والقضاء بالسماح له بالرحيل إلى الخارج بسبب مشاكله الصحية. وإلى قضية الخيانة، يلاحق القضاء مشرف للاشتباه في ضلوعه باغتيال رئيسة الوزراء السابقة بنازير بوتو والقيادي المتمرد من بلوشستان أكبر بقتي، فضلاً عن شن هجوم دموي على إسلاميين تحصنوا في المسجد الأحمر في إسلام آباد عام 2007.