تتجه الأنظار إلى اجتماع المجلس العسكري الاعلى الذي يُعقد في أنقرة اليوم، في غياب خمسة جنرالات دفعة واحدة قدموا استقالاتهم، ما يُعتبر سابقة تاريخية. ويرأس الاجتماع رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان والرئيس الجديد للأركان الجنرال نجدت أوزال، الذي سيتولى ترتيب البيت الداخلي لقيادة الأركان بعد استقالة رئيسها الجنرال إشق كوشانير وقادة القوات البرية والبحرية والجوية، إضافة الى رئيس الأكاديمية العسكرية الجنرال بيلغين بالايلي، فيما يُحتمل غياب قائد القوات في بحر إيجة الجنرال حسين نصرت طاش دالان، إذا قبلت المحكمة طلب اعتقاله على ذمة قضية «المطرقة» الانقلابية. ويُتوقع أن يتفاهم اردوغان وأوزال على أسماء الضباط الذين سيُعيَّنون ويُرقون، لتجنب أي خلاف جديد، علماً أن تعيين قائد جديد للبحرية سيشكّل معضلة، مع سجن عدد كبير من قيادات البحرية. وتراهن الحكومة على اغلاق ملف هذه الأزمة، من خلال الإسراع في سدّ الفراغات في قيادات الجيش، وبأسماء تبدي تعاوناً أكثر مع السلطة المدنية. وللمرة الأولى، لن يحضر الرئيس السابق للأركان لتوديع رفاقه وتسليم خلفه، بعد انسحاب كوشانير وطلبه إحالته على التقاعد، كما سيُراعى شهر رمضان، من خلال إلغاء غداء العمل الذي كان مقرراً، إذ سيكتفي المشاركون في الاجتماع، بزيارة رمزية لضريح مصطفى كمال أتاتورك، مؤسس تركيا الحديثة. وحظي أوزال برعاية قديمة من اردوغان والرئيس عبد الله غل، من أجل ترقيته في شكل دائم، ما اتاح وصوله الى رئاسة الأركان، على رغم محاولة القيادات العسكرية السابقة قطع الطريق عليه. ويُعرف أوزال بمساندته مشاريع تسوية القضية الكردية وتعزيز الديموقراطية والتزامه القوانين وخضوعه للسلطة المدنية، كما حرص على الوقوف على مسافة من جميع المشتبه بتورطهم في قضايا انقلابية. لذلك يعتقد كثيرون في تركيا بأن أوزال سيكون عوناً لحكومة أردوغان في إعادة هيكلة الجيش والتخلّص من «الأتاتوركيين» المتطرفين أو الانقلابيين في صفوفه، ومساندة الاصلاحات السياسية، وفي مقدمها صوغ دستور جديد، تسعى الحكومة من خلاله الى لجم الجيش وربط رئاسة الأركان بوزارة الدفاع وفرض قوانين أكثر صرامة لمراقبة إنفاقه وتطوير قدراته في شكل كبير، حتى من خلال تقصير فترة التجنيد الإجباري والعمل على تحويل الجيش قوة من المحترفين، مع تقليص العدد الضخم للجنرالات وصلاحياتهم المالية. في غضون ذلك، أوردت صحيفة «يديعوت أحرونوت» أن المسؤولين الإسرائيليين «يتابعون بقلق بالغ» مسألةَ استقالة قادة الجيش التركي. ونقلت عن مسؤول قوله: «هذه الخطوة تصبّ في مصلحة المتطرفين الإسلاميين وأردوغان. الأمر مقلق، إذ يعني سقوط آخر حصن ضد الإسلام».