بلغراد – أ ب، أ ف ب – بعد جلسة حامية استمرت 10 ساعات، دعا البرلمان الصربي إلى تسوية سلمية لأسوأ أزمة مع كوسوفو، منذ إعلان الإقليم استقلاله عن بلغراد قبل ثلاث سنوات. وفي اختتام جلسة استثنائية عُقدت بناءً لطلب الحكومة، تبنى النواب إعلاناً اتهم السلطات الألبانية في كوسوفو ب «محاولة تغيير الوضع على الأرض، باللجوء إلى القوة». وطالب النواب الحكومة ب «الدفاع عن مصالح الجمهورية الصربية وشعب كوسوفو، حتى إيجاد تسوية»، لكنهم شددوا على ضرورة إنجاز ذلك «عبر حوار بين بلغراد وبريشتينا». واتهم الرئيس الصربي بوريس تاديتش حكومة كوسوفو، بالسعي «على المدى البعيد إلى تغيير التركيبة الإتنية» شمال الإقليم الذي لا تعترف صربيا باستقلاله، قائلاً أمام البرلمان: «صربيا ستعارض هذه السياسة، ولن تخوض حرباً. حين أقول ذلك، أقول أمراً على كلّ سياسي (صربي) أن يردده كل صباح». وذكّر النواب بالنزاعات العرقية في كوسوفو وأجزاء أخرى من البلقان، في تسعينات القرن العشرين، قائلاً: «نعيش في منطقة يوغوسلافيا السابقة، حيث أوقعت الحروب مئات آلاف القتلى، وأنضمُ إلى الغالبية في (بلدان) البلقان الغربية التي تعتبر أن لا بديل عن السلام». كلام تاديتش أتى بعدما انتقد نواب قوميون صرب، حلف شمال الأطلسي ومسؤولي الاتحاد الأوروبي في كوسوفو والسلطات الألبانية في الإقليم، محمّلين إياهم مسؤولية العنف الذي حدث الأسبوع الماضي، كما حضّ بعضهم بلغراد على التدخل عسكرياً، لحماية الأقلية الصربية. وبدأت الأزمة الاثنين الماضي، بعدما بسطت حكومة بريشتينا سيطرتها على مركزين حدوديين شمال كوسوفو ذي الغالبية الصربية، لتطبيق حظر تجاري على الواردات من صربيا. وأدى ذلك إلى مواجهات، أسفرت عن مقتل شرطي كوسوفي وإحراق أحد المركزين، قبل أن تسيطر عليهما قوة الأطلسي في كوسوفو (كفور). لكن صرب كوسوفو ما زالوا يقفلون الطرق المؤدية إلى المركزين، مطالبين بإعادة فتحهما والسيطرة عليهما. وخلال نقاشات البرلمان، حذر بوركو ستيفانوفيتش، المفاوض الصربي المكلف الحوار مع ألبان كوسوفو، من أن الوضع شمال الإقليم «دراماتيكي، وعلى شفير التحوّل إلى نزاع مسلح».