فيما استمرت الاحتجاجات في مختلف المدن السورية امس، أعلنت أرقام جديدة عن حصيلة القتلى الذين سقطوا في اشتباكات جمعة «صمتكم يقتلنا»، وقال ناشطون حقوقيون إن هذا العدد ارتفع إلى عشرين شخصاً والجرحى إلى اكثر من 35. ولا تشمل هذه الأرقام ثلاثة قتلى سقطوا امس برصاص الجيش قرب مدينة دير الزور عندما واجه أهالي قرية التبنة على بعد 40 كلم من دير الزور قافلة للجيش السوري تضم دبابات ومدرعات وناقلات جنود كانت متجهة إلى المدينة، وبادروا إلى إقامة سواتر ترابية وحواجز لمنع الجيش من اقتحامها. فأطلق الجنود النار على الأهالي وسقط القتلى الثلاثة الذين شارك نحو 300 ألف شخص في تشييعهم. وذكر شخص معارض فضل عدم الكشف عن اسمه أن «15 مجنداً يتحدرون من دير الزور فروا من الفرقة العسكرية التي دخلت دير الزور ولجأوا إلى الأهالي». كما قامت قوات من الجيش والأمن بحملات مداهمة واسعة فجر امس في حي القدم في دمشق اعتقلت خلالها اكثر من 500 شخص. ونقل «المرصد السوري لحقوق الإنسان» عن مقيمين أن «الجيش نصب حواجزه على جميع مداخل الحي قبل أن تباشر قوات الأمن المدججة بالسلاح والعتاد حملة مداهمات للمنازل واعتقالات بشكل عشوائي رغم وجود قوائم بأسماء مطلوبين شاركوا بتظاهرات مناهضة للنظام». وأضاف أن «قوات الأمن قامت بكسر أبواب من لا يفتح الباب مباشرة والقفز عبر اسطح المنازل»، لافتاً إلى أن «الحملة التي ترافقت مع إطلاق رصاص كثيف لإخافة الأهالي استمرت حوالى اربع ساعات». كذلك كثفت القوات السورية حملة المداهمات التي تنفذها في المنطقة الممتدة بين شارع الزير وشارع الستين في حمص. وكانت أحياء حمص شهدت اول امس (الجمعة) تظاهرات ضخمة ضمت عشرات الألوف من المواطنين ودعت إلى إسقاط النظام». وأعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان للمرة الأولى حصيلة عدد القتلى الذين سقطوا في المواجهات بين الجيش والقوى الأمنية والمحتجين ضد النظام منذ بدء الانتفاضة في منتصف آذار (مارس) الماضي. وقال إن «القوائم الموثقة» التي لديه تشير إلى مقتل 1888 شخصاً بينهم 1519 مدنياً و369 من أفراد الجيش وقوى الأمن الداخلي. من جهة أخرى قال العقيد المنشق رياض الأسعد، الذي سبق أن اعلن قيام «الجيش السوري الحر»، في حديث إلى وكالة فرانس برس أجرته معه من مكان وجوده داخل الأراضي السورية قرب الحدود مع تركيا أن عدد الجنود الذين انشقوا معه هو «بالمئات». وحذر من انه سيرسل قواته للاشتباك مع الجيش السوري إذا لم يوقف العمليات التي يقوم بها في دير الزور. وكان الأسعد اكد في الشريط المصور الذي بثته مواقع إلكترونية وأعلن فيه انشقاقه انه «سيتم التعامل مع قوات الأمن التي تقوم بقتل المدنيين على أنها أهداف مشروعة» مشيراً إلى انه «سنقوم باستهدافها في جميع أنحاء الأراضي السورية من دون استثناء». كما دعا من سماهم «جميع الشرفاء من الجيش» للانشقاق الفوري والكف عن توجيه بنادقهم إلى صدور شعبهم.