حقق الثوار الليبيون انتصارات ميدانية مهمة أمس بعد طردهم قوات العقيد معمر القذافي من معاقل أساسية لهم في الجبل الغربي قرب الحدود مع تونس. ويفتح سقوط بلدة الغزايا الاستراتيجية وقرى صغيرة أخرى في محيطها في ايدي الثوار الباب أمام هؤلاء لتجميع قواهم في جبهة موحدة للتقدم شمالاً نحو طرابلس بعدما كانوا مشتتين في الشهور الماضية على جبهات عدة. كما أن سقوط مجمل الجبل الغربي يوجّه ضربة معنوية شديدة للقذافي الذي كان يراهن على قدرة مناصريه هناك على وقف زحف الثوار على طرابلس. وقال منسّق المجلس الوطني الانتقالي في بريطانيا جمعة القماطي ل «الحياة»، أمس، إن نظام القذافي ينهار و «سقوطه بات محتماً»، مشيراً إلى بدء نفاد الوقود من مصفاة الزاوية (غرب طرابلس) التي تمد قواته بالمحروقات. وجاء ذلك في وقت أبلغ مساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية لين باسكو مجلس الأمن أمس بتمسك الأمانة العامة للأمم المتحدة بمقترح «الموازاة» الهادف إلى «التوصل معاً إلى كل من وقف نار ذي صدقية وإنشاء آلية مؤسساتية لإدارة المرحلة الانتقالية» في ليبيا، وهو الاقتراح الذي حمله موفد الأمين العام عبدالإله الخطيب إلى طرابلس وبنغازي، ولقي منهما رفضاً عملياً بسبب تمسك كل من الطرفين بموافقه. وقال باسكو إن الأمين العام بان كي مون والخطيب يعتبران أن «وقف إطلاق نار مرتبطاً بترتيبات انتقالية تعالج تطلعات الشعب الليبي هو الحل السياسي المستدام الوحيد المحتمل للأزمة الليبية». وأضاف أن «هذا هو ما يشددان عليه في كل المحادثات مع المعنيين في مختلف أنحاء العالم». ودعا إلى «الصبر» كي يكون في الإمكان بدء محادثات مفصلة بين الطرفين نظراً إلى «استعدادهما للتحدث، إنما كلاهما يرفع سقف المطالب». وقال باسكو، في تقرير الى الاممالمتحدة، إن ليس هناك سوى مكاسب هامشية لقوات المعارضة على ساحة القتال «إنما ليس هناك أي تغيير دراماتيكي في الوضع العام». في غضون ذلك، ذكر مراسل ل «فرانس برس» أن الثوار الليبيين سيطروا أمس على قرية أم الفار القريبة من الحدود مع تونس، بعد ساعات من سيطرتهم على بلدة الغزايا التي تبعد عنها قرابة عشرة كيلومترات. وأفاد المراسل أن الثوار قصفوا قرية أم الفار البالغ عدد سكانها بضع مئات، وأصابوا مخزنا للذخيرة، ثم تمكنوا من اقتحامها.