لا أدري لماذا تذكرت جملة الفنانة مها أحمد في فيلم لا أذكر اسمه، عندما اعترضت على دخول وقت المدارس مع شهر رمضان المبارك، فانفعلت بعد مطالبة المدرسة بأقساط أولادها، وقالت جملتها الشهيرة (لا حرام عليكم كده يا تأجلوا المدارس يا تأجلوا رمضان!). بالطبع رمضان لا يؤجل، لكنها جملة تفوّهت بها لأنه انقلب من شهر الصيام الى شهر الموائد والعزائم والأكل الكثير، وبالطبع هناك الكثير من الأسر لا تستطيع مجابهة المصروفات الزائدة ولا تستطيع دفع أقساط المدارس في نفس الوقت، مع الاستعداد لرمضان كما في الصورة غير المنطقية له، والبعيدة كل البعد عن مغزى الصيام (ما علينا لأنني سأفرد لهذا الموضوع مقالات كثيرة جداً قبل حلول الشهر الكريم بحول الله، خصوصاً وأنا أرى بأم عيني تلال البضائع الرمضانية تغزو الأسواق). تذكرت الجملة وأنا أقرأ عن خبر مضحك ومحزن في آن واحد، المحزن فيه أن 33 كويتية طلبن الطلاق من أزواجهن، الذين ادّعوا أنهم سافروا في عمرة جماعية، وبما ان الزوجات لديهن إحساس مرهف وقرون استشعار أنثوية، اكتشفن ان العمرة لم تكن في السعودية ولا مكة، حيث بيت الله الحرام، انما كانت في ربوع دول أخرى ورد ذكرها في الخبر، ولن أذكرها هنا، خوفاً على الأزواج الحلوين من المحاكاة والتقليد والتعب في أداء العمرة في دول أخرى لا تمت للعمرة بصلة. تضحكني بعض التخيلات التي تعتريني كلما قرأت خبراً مماثلاً، وسافرت مع الزوجات التي من المؤكد انهن او بعضهن ذهبن الى السوق لابتياع الإحرامات وقمن بغسلها وتبخيرها وتجهيزها للرحلة الإيمانية الروحانية، وتخيلت بعضهن يُقسمن على الأزواج أن يأتوا لهن بماء زمزم المطهر وسبحة زرقاء من الأسواق المتاخمة للحرم ورطب ونعناع مديني بعد ختم الزيارة بالمدينة المنورة، وتخيلت الأزواج بعد انتهاء الرحلة المذكورة يفيقون من الفرحة ومن الكذب، ورأيتهم وهم يحاولون الاتفاق على جملة محددة بان الطائرات تمنع حمل الماء! أو أنهم وضعوا القوارير في الشحن مع العفش واندلقت وتبخرت، اما الرطب المديني فالكذب فيه سهل (كانوا صائمين وفطروا عليه عن بكرة ابيه نظراً لجوعهم الشديد)، ونظراً لأن الطائرة كانت خالية من النعناع، فقد تبرعوا به للركاب بعد أن فاحت رائحته الشهية، أما السبحة الزرقاء المعتقة، فالمضيفات تعلقن بها لأنها ذكرى من أطهر بقاع الأرض، وهكذا ستنطلي الحيلة على الزوجات ويا دار ما دخلك شر! فات على الأزواج أن توقيت العمرة في نفس توقيت رأس السنة، وفات عليهم ايضاً ان نوبة الايمان والتقوى جاءت على حين غرة، وفات عليهم القمصان المزهزهة التي اتسمت بها ملابسهم، وفات عليهم ايضاً صبغات الشعر السوداء التي أتت على ما تبقى من الشعر مع الصلعة. ربما أختلف كثيراً مع المحامي الذي ذكر الخبر بأن الزوجات مسؤولات ايضاً عن كذب الأزواج، وأختلف كثيراً فيما طرحه بأن بعض الأزواج يطلقون زوجاتهم لأسباب تافهة مثل ان تصبغ الزوجة شعرها دون إذنه او أن رائحة فمها كريهة، أقول له إن الزوج الذي طلق من أجل الصبغة «بيتلكك»، مع أنني أؤيد وبشدة إشراك الزوج واستشارته، وأما الثاني الذي يعاني رائحة فم زوجته، فمعاه ألف ألف مليون حق... (معليش عدم الاهتمام بالنظافة الشخصية ليست سبباً تافهاً)، والكثير من الزوجات والأزواج ايضاً لا ينتبهون للرسائل اللفظية ولا الفعلية ولا لحبيبات النعناع التي يوزعها الزوج في كل أرجاء المنزل، ولا لهوسه الشديد بأنواع المعجون ودعواته المتكررة لتجربتها، واذا تحدث بالصراحة قالت له جرحت مشاعري وأحاسيسي الرقيقة، (طيب يا ستي قربي من المرآة وتحسسي أنفاسك أولاً قبل ما تلومي رجل حب ياخد عمرة في.... لبنان!). [email protected]