استغرب رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع الاعتداء على الوحدة الفرنسية العاملة في اطار القوات الدولية في جنوب لبنان، وتزامنه مع «زيارة قائد الجيش العماد جان قهوجي فرنسا وبعد كلام صدر بأن الجيش اللبناني هو الكفيل والقيّم على أمن القوات الدولية في الجنوب»، مشيراً الى أنه «كأن أحداً في الداخل اراد القول: لا تصدقوا هذا الكلام اذ لا سلطة قائمة في الجنوب إلا سلطتنا». وأكّد في دردشة مع الاعلاميين في معراب أمس، ان «الوضع الامني لا يستقيم في ظل الخروق العسكرية والجزر الامنية والسلاح والمعادلة السحرية «شعب، جيش ومقاومة»، وبعض الأجهزة الأمنية التي تحاول ان تُسبغ على نفسها صفة شرعية وللأسف بعض المسؤولين يجارونها». وقال: «لن نشهد استقراراً امنياً في لبنان إلا في حال تولّى الجيش اللبناني والقوى الأمنية، أي الأجهزة الرسمية الشرعية اللبنانية المسؤولية عن الأحداث الأمنية لمعرفة من يقف وراءها»، داعياً الى وجوب ضبط السلاح الموجود خارج اطار الدولة وسحبه من الجزر الأمنية. وتطرق جعجع الى الإشكال العقاري في بلدة لاسا، مشدداً على اهمية سحب الموضوع من التداول «لأننا لسنا بحاجة الى قضية مماثلة لتأليب الرأي العام». وطالب رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة ووزير الداخلية باتخاذ قرار سياسي بإيقاف اي بناء على الاراضي المتنازع على ملكيتها لتقوم الدولة بمسحها خلال اسابيع، داعياً الى «عدم تجهيل الفاعل من خلال عدم القيام بعملية المسح وترك بعض الاهالي يستقوون بحزب الله لإكمال البناء». ورأى انه «قبل الدعوة الى الحوار عليهم ترتيب وضع الجمهورية فكيف سنتوجه الى الحوار طالما حزب الله حسم الموضوع الذي هو الدافع لهذا الحوار وهو الاستراتيجية الدفاعية وليُطرح الأمر من داخل المؤسسات الدستورية». وعن شرعنة رئيس «تكتل التغيير والاصلاح» النائب ميشال عون استخدام «حزب الله» كل الادوات من أجل تحرير الأرض، ردّ جعجع «ليت الجنرال عون يساعدنا على تحرير الاراضي المتنازع عليها في لاسا قبل تحرير شبعا وكفرشوبا، لا سيما ان لديه 10 وزراء في الحكومة». وكان جعجع اعتبر في احتفال اول من امس لمناسبة إطلاق تلفزيون «القوات» على شبكة الإنترنت في حضور النائب زياد القادري ممثلاً الرئيس السابق للحكومة سعد الحريري وشخصيات، ان «لبنان اليوم تراجع خطوة على الأقل من خلال تشكيل الحكومة الحالية»، معتبراً أنها «حكومة إعادة لبنان الى زمن ولّى». ورأى جعجع أن «المشروع الاستراتيجي العريض للجهة السياسية التي تتحكّم بهذه الحكومة، لا علاقة له بالهّم المعيشي»، مشدداً على «ان المشروع السياسي والعقائدي لحزب الله ليس سوى خدمة المشروع الآخر الذي لا ترجمة عملية له إلا تعزيز النفوذ الإيراني في الشرق الأوسط وصولاً الى جعل إيران القوة الإقليمية الأولى». وسأل: «ما علاقة لبنان بكل هذا المشروع؟». وقال: «لا يعتقدنّ احد ان وظيفة «ويب تي في» هي الحلول محل المؤسسة اللبنانية للإرسال التي خرجت من رحم القوات وستعود اليه لا محالة. وعلى رغم طريق جلجلةٍ قانوني تعترضه تجاذبات وضغوط ووساطات تهدف كلها الى تأخير عودة المؤسسة الى أصحابها الحقيقيين، فإن البديل عن المؤسسة اللبنانية للإرسال لا يمكن ان يكون إلا المؤسسة اللبنانية للإرسال». وأسف جعجع لكون «بعض الجهات السياسية القيّمة على عددٍ من وسائل الإعلام عندنا، تعيش في زمن الدعاية النازية او الإيديولوجيات التي اندثرت او في طريقها الى الاندثار مع هبوب رياح الحرية والتغيير في المنطقة». وقال: «في الوقت الذي نحتفل فيه بقيام وسيلة اعلامية جديدة، يموت أناس كل يوم في البلدان المجاورة ليكون لهم مجرد الحق يوماً ما بكلمة حرة وحياة كريمة»، معلناً مجدداً «تعاطفنا معهم، ونؤكد أن لا احد يستطيع وقف او حرف مسار التاريخ الذي هو دائماً باتجاه مزيد من الحرية والكرامة الانسانية»، مؤكداً أن «الكلام على المقاومة والممانعة بات شديد الابتذال»، وسائلاً: «أي ممانعة لبلد يُقمع شعبه، وهل يمكن لممانعة أو لمقاومة أن تنتصر إذا لم تكن من صنع الشعوب؟».