أكد رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع أن «الحل الوحيد والجدي للأزمة السياسية في لبنان يكون بتشكيل حكومة تكنوقراط، إذ حتى خلال فترة حكومة الأكثرية السابقة تصرفت عملياً وكأنها حكومة تكنوقراط ولم تتعاط بأي موضوع سياسي مهم من خلال تجنب المواضيع الخلافية». واعتبر في دردشة مع الإعلاميين في معراب أن رفض «حزب الله» تشكيل حكومة تكنوقراط هو «رفض تشكيل حكومة عملياً في الوقت الحاضر، فما الذي ينتظرونه بعد 4 أشهر؟ ولكنهم لا يستطيعون تأليف حكومة كما يريدون ولا يقبلون بحكومة من أجل إدارة شؤون الناس أقله، فهل يريدون الآن محاربة الاستكبار العالمي وتحرير فلسطين في هذا الظرف؟». وقال: «كنا نستعد لمعارضة الحكومة التي ستتشكل ولكن في هذا الوضع وجدنا الأنسب أن نضغط باتجاه حكومة غير سياسيين لتسيير أمور المواطن اللبناني». ونفى جعجع أن تكون لديه معطيات عن سيناريو عسكري داخلي «يحضره حزب الله لتأجيل تشكيل الحكومة الى حين صدور القرار الاتهامي»، مستبعداً هذا الأمر لأنه «لن يؤدي الى أي مكان». وعن مطالبة الأكثرية الجديدة بإلغاء تكليف الرئيس نجيب ميقاتي وتمسك النائب وليد جنبلاط بالرئيس المكلف أو طرح تسمية النائب بهية الحريري أو بهيج طبارة كبديل، استغرب جعجع كيف بإمكان فريق ما تكليف رئيس للحكومة من دون أن يكون على توافق معه ومتفاهم معه على هويتها؟ فهل الأكثرية تكون مجرد اتفاق 3 أو 4 أحزاب مع أربعة أو خمسة أشخاص حردانين؟ هذه الواقعة تدل على أن «هناك عدم جدية وقلة مسؤولية لدى الفريق الآخر الذي لا يملك مشروعاً إيجابياً بناء بل مشروع سلطة يجمعه ويقوم بمهاجمة رئيس الجمهورية (ميشال سليمان) والرئيس المكلف يومياً بعد أن كلفوه بأنفسهم». وشدد على «وجوب إبقاء حد أدنى من الاحترام للمؤسسات الدستورية الرسمية وللمسؤولين، فنحن لدينا رأينا بالطريقة التي سمي فيها الرئيس ميقاتي ولكن لم نسمح لأنفسنا بتناوله بربع ما يقوله الفريق الآخر. فليحترموا على الأقل خياراتهم ويتداولوا بها ضمن حد أدنى من أدبيات الخطاب السياسي». وجدد جعجع ملامة منظمي ذكرى يوم النكبة على سقوط الشهداء في الجنوب، معتبراً أن «هناك مسؤولية أخلاقية تقع على من أرسل الشبان الى مارون الراس كي يتعرضوا لإطلاق النار»، سائلاً: «هل هذه هي الطريقة لتحرير فلسطين؟». وإذ أثنى على «شجاعة ووطنية وصدق المتظاهرين» استغرب «كيف أن الجيش اللبناني والقوى الأمنية كانت منتشرة في شكل كثيف من بوابة فاطمة مروراً بكفركلا وصولاً الى العديسة، ولكن في مارون الراس كان تواجد هذه القوى ضعيفاً». وعن الأحداث في سورية وتأثيرها في الوضع اللبناني، أكد جعجع «أننا لا نتدخل على المستوى السياسي باعتبار أننا لا نحب تدخل أحد في شؤون بلدنا، ولكن من الناحية الإنسانية أسأل كل إنسان أياً كان انتماؤه: هل ما يحصل في سورية مقبول؟ في نهاية المطاف، كيف سيكون الوضع في سورية مع كل هذه الدماء والدموع والعذابات؟ هل سيستطيع هذا النظام الاستمرار والتعاطي مع شعبه في ظل هذه الوقائع التي تطالعنا بها وسائل الإعلام يومياً؟، مستنكراً «إطلاق النار على الهاربين من سورية حتى على كبار السن والأطفال». وإذ شدد على «وجوب عدم تدخل اللبنانيين في الشؤون السورية»، استغرب «ممارسة الضغوط على أصحاب فندق البريستول لإلغاء حجز من أجل إقامة ندوة لدعم الشعب السوري».