تكدس أمس (الثلثاء) مئات المواطنين في صالات انتظار أشياب الحوية (شمال الطائف) ما دفع البعض منهم إلى الانتظار خارج أسوارها منذ ساعات الصباح الباكر بغية الحصول على صهريج مياه، إلا أن المرابطين للتزود بالمياه وجهت إليهم اتهامات تشير إلى انتهاجهم طرقاً للتحايل والتزود بالصهاريج غير مرة. ووصف المواطن عوض الشهري الوضع ب«الفوضوي»، قائلاً: «عمد عدد من الشبان إلى عدم الاعتراف بالتنظيم وشرعوا في قفز الطوابير وتجاوز كبار السن والحصول على أرقام، والمغادرة عاجلاً»، مضيفاً: «المشكلة لم يشعر بقسوتها سوى أقراني ممن ناهزوا ال60 عاماً من العمر»، معتبراً أن ندرة المياه مؤشر لأزمة مقبلة متوقعاً اندلاعها قريباً في الأشياب الأخرى التي لا يزال وضعها مستقراً، مفسراً ذلك بالهدوء الذي يسبق العاصفة التي ستجتاح المنازل خلال الأيام المقبلة. ووصل الأمر إلى مرحلة استخدام طرق تزيد من حظوظ الظفر بصهريج مياه، إذ أشار المواطن محمد الزهراني إلى أدائه صلاة الفجر في الموقع للحصول على رقم انتظار لكنه تفاجأ بوجود أعداد كبيرة سبقته، ما أفشل خطته التي اعتبرها ذكاء واتضح أن غيره يفكر أفضل منه، منهم من أحضر أطفاله للتسلل من بين الصفوف، موضحاً أن الأفكار ستتابع خصوصا أن الحيلة أم الاختراع ومن وجد حيلة في هذا الموقف فليحتال ويخرج من مأزق الملل والانتظار اللذين تتوقف أمامهما عقارب الساعة وتثقل الكاهل خصوصاً كبار السن. في المقابل، أوضح أحد القائمين على العمل في أشياب الحوية ل«الحياة» (فضل عدم ذكر اسمه) أن بعض المواطنين تردد وحصل على صهريج مياه مرات عدة، مبيناً أن بعض الصهاريج تعود بنصف حمولتها، مشيراً إلى أن هذه التصرفات من المواطنين والمقيمين بسبب خوفهم من عودة أزمة العام الماضي الذي شهد أزمة في المياه استمرت معاناتها أسابيع عدة ما دفعهم هذه المرة كتصرف احترازي إلى استباق المشكلة والتزود بالمياه «لاسيما ونحن على مشارف شهر رمضان». وأردف: «يعد الزبون مساء أول من أمس (الإثنين) عملة نادرة، إذ تراصت الصهاريج من دون زبائن، وصباح أمس (الثلثاء) اكتظت بهم الساحات المحيطة بموقع الأشياب». وأشار إلى أن الأشياب اتخذت إجراءات عدة لمعالجة هذا الجانب منها إضافة ثلاث ساعات لعملها، إذ إن ساعات عمل الأشياب سابقاً من الساعة السادسة صباحاً حتى السادسة مساء، ونظراً إلى زيادة وجود المواطنين للحصول على المياه تم التمديد إلى التاسعة مساء.