واصلت الادلة الجنائية التابعة للقوات الدولية العاملة في جنوب لبنان «يونيفيل» بالتعاون مع الادلة الجنائية التابعة للسلطات اللبنانية مسح مسرح الانفجار الذي استهدف عصر اول من امس، دورية تابعة للكتيبة الايطالية العاملة في اطار «يونيفيل» عند مدخل مدينة صيدا في الجنوب، ما ادى الى جرح 6 جنود حال اثنين منهم خطرة، في وقت اعلن قائد منطقة الجنوب في قوى الامن الداخلي العميد الركن منذر الايوبي ان «معالم وخيوطاً بدأت تتبلور للاجهزة الامنية عن ملابسات هذا الانفجار»، من دون ان يعطي تفاصيل اخرى. تفقد الجرحى وجرى امس، رفع الآلية العسكرية المتضررة من وسط الطريق. وتفقد السفير الايطالي لدى لبنان جيوزيبي مواربيتو الجرحى في مستشفى حمود (صيدا)، ووصف الاعتداء في تصريح ب «العمل الارهابي ويجب ان يكون عليه جواب من كل المسؤولين اللبنانيين والجهات اللبنانية التي تؤمن بالسلام والحوار وعدم استخدام العنف لتحقيق الاهداف السياسية». واكد ان «الكتيبة الايطالية محبوبة كثيراً من مختلف الشرائح اللبنانية لانهم جاؤوا الى لبنان ليبنوا السلام وليتعاملوا مع السكان ويروا حاجاتهم». كما تفقد موقع الاعتداء والجرحى وفد من الضباط في الجيش اللبناني ممثلاً قائد الجيش العماد جان قهوجي، واطلع على اوضاعهم وحاجاتهم، ناقلاً اليهم تقدير قائد الجيش «لتضحياتهم الكبيرة». ونقلت اذاعة «صوت لبنان» عن الناطق باسم «يونيفيل» ميراج سينغ اعتباره «ان خلفية الاعتداء على «يونيفيل» هي «القرار 1701 وزعزعة الاستقرار في الجنوب». وعن ابعاد الاعتداء، قال: «نبني تحقيقنا على ما لدينا من وقائع واقول لدينا خبراء جنائيين من «يونيفيل» ونعمل مع خبراء في الجيش اللبناني لنتمكن من التعرف الى المعتدين واحالتهم الى القضاء واؤكد اننا ملتزمون عملنا وسنستمر بالتعامل مع السلطات اللبنانية للتحقيق في ما جرى ومعرفة من نفذ الاعتداء». وأكد ان «يونيفيل مصممة على التزام 1701 وستواصل عملياتها بالتنسيق مع الجيش اللبناني بهدف حماية امن لبنان والاستقرار فيه». وذكرت الوكالة «الوطنية للاعلام» (الرسمية) ان الاعتداء على يونيفيل «انعكس سلباً على حركة هذه القوات داخل منطقة عملياتها بحيث اقتصرت على الحد الادنى، ووضعت مختلف الوحدات في أعلى درجات الإستنفار داخل مراكزها وفي المراكز المتاخمة للخط الأزرق ورفع عدد عناصر الحراسة المولجين حماية مواقعها». وأكد الرئيس السابق للحكومة سليم الحص في تصريح باسم «منبر الوحدة الوطنية» ان «الإعتداء الغاشم تحدّ صارخ للأمن اللبناني، وإعتداء على أمن لبنان واستقراره وسيادتهً». اما رئيس كتلة «المستقبل» النيابية الرئيس فؤاد السنيورة فرأى «ان زمن استخدام لبنان صندوق بريد لن يعود بالنفع على احد ولن تستفيد من هذا العمل إلا إسرائيل». وابرق رئيس الحزب «التقدمي الاشتراكي» النائب وليد جنبلاط الى قائد «يونيفيل» الجنرال البيرتو اسارتا مستنكراً «الانفجار الارهابي ونتطلع الى ان تكشف التحقيقات ملابساته ومحاسبة المتورطين». واكد دور «يونيفيل» في تطبيق القرار 1701. ورأى «تيار المستقبل» في بيان، في الاعتداء «محاولة لاستخدام لبنان منبراً لرسائل سياسية وامنية والعودة الى ازمنة الفوضى». ورفضت كتلة «نواب زحلة» أن «يتحوّل لبنان إلى ساحة لتوجيه رسائل للمجتمع الدولي عبر قوات الأممالمتحدة». واعتبر عضو كتلة «التنمية والتحرير» النيابية ايوب حميد «ان هذا العمل الاجرامي يهدف الى اشاعة الفوضى وضرب الاستقرار ويستدعي من الجميع العمل الجاد على وحدتنا الداخلية». وقال رئيس الحزب «الديموقراطي اللبناني» النائب طلال ارسلان: «المستفيد الأول إسرائيل، ويعرض القرار 1701 للنسف ويستهدف دور المقاومة». وقال رئيس «تيار المرده» سليمان فرنجيه في بيان: «نرى محاولة للنيل من الاستقرار الأمني في لبنان والقول بعدم التزام القرارات الدولية لمزيد من ضغوط واستهدافات». وأكد منسق الامانة العامة لقوى 14 آذار فارس سعيد أن «هناك محاولة للمس بالقرار 1701، وأن التوقيت لاستهداف القوات الدولية غير منفصل عن الأحداث البالغة الأهمية في الجانب السوري». ورأي الحزب «السوري القومي الاجتماعي» في بيان، في الإعتداء «عملاً إجرامياً يخدم الأجندة الارهابية التي ترمي الى تأليب العالم ضد قضايا امتنا المحقة».