أكد العضو المنتدب الرئيس التنفيذي لمدينة الملك عبدالله الاقتصادية فهد الرشيد ل«الحياة»، أن المدينة «قطعت شوطاً كبيراً في التطوير، على رغم التحديات التي مرّت بها، والتعثرات التي استطاعت التغلب عليها، متوقعاً وصول قيمة الاستثمارات في المدينة إلى 13 بليون ريال خلال الأعوام الثلاثة المقبلة، وأن ترتفع إلى 40 بليوناً خلال ستة أعوام». وقال الرشيد على هامش فعاليات منتدى الاستثمار الذي عقدته مدينة الملك عبدالله الاقتصادية في المدينة أمس: «تم تشغيل الميناء في المدينة، ويوجد 70 مستثمراً سعودياً وأجنبياً في المنطقة الصناعية، كما يتم استثمار وتطوير أكثر من 28 مليون متر مربع في الوادي الصناعي، ويجري العمل على تطوير الحلول السكنية في شكل كامل». وأضاف: «الميناء يخدم حركة التجارة العالمية التي تمر خلال البحر الأحمر بنسبة 25 في المئة، وهناك 6 آلاف وحدة سكنية تحت التطوير»، مرجحاً الانتهاء من توقيع العقود المطروحة، التي تصل إلى 300 فرصة خلال الأشهر الثلاثة المقبلة، مشيراً إلى أنه يتم التفاوض مع وزارة الصحة لإقامة مستشفى داخل المدينة، لافتاً إلى وجود ثلاثة أسباب رئيسة لنجاح المشروع، أهمها الدعم المتواصل والمستمر من القيادة، إضافة إلى اقتصاد المملكة القوي ومشاركة المستثمرين، سواء أكان من المستثمرين في الأسهم أم ممن لديهم استثمارات على المدى الطويل. وعن سبب عدم انحراف مدينة الملك عبدالله عن أهدافها ورؤيتها، في الوقت الذي انحرفت فيه كثير من المدن الصناعية السعودية عن رؤيتها، قال: «مدينة الملك عبدالله الاقتصادية لها رؤية مستدامة للتطوير، إذ إنها مبنية على المساهمة في التطور الحاصل في المملكة، سواء أكان من الناحية الاجتماعية أم الاقتصادية، مشيراً إلى أن المدينة تهدف إلى توفير 27 ألف وظيفة حتى 2020». وقدّم الرشيد شرحاً خلال المنتدى للنموذج العام للمدينة الاقتصادية، وأهدافها الرئيسة، والإطار الاستراتيجي الذي تعتمده خطط التطوير، واستعرض التقدم الذي تشهده مرافق المدينة المختلفة ومناطقها، والنمو الذي حققته على الصعد كافة. من جهته، عرض نائب الرئيس بمدينة الملك عبدالله الاقتصادية أحمد لنجاوي، الفرص الاستثمارية التي تطرحها المدينة بقيمة إجمالية قدرها 4 بلايين ريال، وقال: «إن الفرص تتمثل في ميناء الملك عبدالله البحري الذي بدأ تشغيله جزئياً، وكذلك الأحياء السكنية التي يعيش فيها حالياً 2500 نسمة، إذ يدرس 245 طالباً وطالبة في أكاديمية العالم». وتضمنت فعاليات المنتدى عرضاً لهيئة المدن الاقتصادية عن الدور الذي تقوم به، باعتبارها المؤسسة الحكومية المعنية بالإشراف على المدن الاقتصادية في المملكة، إضافة إلى دورها في توفير الفرص التنافسية، وتسهيل الخدمات والإجراءات الداخلية، التي تسهل عملية جذب الاستثمارات وتضمن استقرارها واستدامتها. وجمع المنتدى أكثر من 200 من كبار المستثمرين والمسؤولين في القطاعين العام والخاص، للتعريف بالفرص الاستثمارية التي تزخر بها المدينة الاقتصادية، إذ تبلغ قيمتها 4 بلايين ريال، وتوفر المدينة فرصاً لتطوير فنادق ومنتجعات سياحية عدة، تتضمن فندقاً من فئة الأربع نجوم في حي البيلسان، وفندقاً منخفض الكلفة في الوادي الصناعي، وفنادق للإقامة المطولة والمتوسطة في حي الحجاز. وإلى جانب الفرص العقارية، قدمت المدينة الاقتصادية فرص الاستثمار في محطتي وقود في الوادي الصناعي وفي حي المروج، والتي يراد منها خدمة السيارات والشاحنات على حد سواء، كما استعرضت فرصة استثمارية لبناء مجمع للمستودعات في الوادي الصناعي يتميز بالمرونة العالية. وفي قطاع التعليم، استعرض المنتدى فرص تشييد مدرستين، إحداهما لشريحتي متوسطي ومحدودي الدخل، بطاقة استيعابية تصل إلى 2500 طالب وطالبة على الأقل. ويأتي تنظيم منتدى الاستثمار بالتزامن مع النمو الذي تشهده مدينة الملك عبدالله الاقتصادية، على المستويات الصناعية والتجارية والسكنية والاجتماعية، فضلاً عن نمو فرص العمل في المدينة، إلى جانب التطور المتواصل للمناطق المحيطة بها، ومع جاهزية البنية التحتية وتوافر الخدمات العامة ووسائل النقل المختلفة، توفر مدينة الملك عبدالله الاقتصادية بيئة استثمارية تمكّن المطورين من الاستفادة من هذا النمو على المستوى المحلي والإقليمي.