افتتح العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني أمس، الوسط الجديد لمدينة عمان، ليكون المشروع الإنمائي الأكبر على مستوى الأردن، والذي حمل اسم «العبدلي» نسبة إلى إقامته ضمن حدود منطقة «العبدلي» القديمة وسط العاصمة، المجاورة للعديد من المواقع السياحية البارزة في البلاد، خصوصاً قاع المدينة والمدرج الروماني. ويضم المشروع الذي يهدف إلى تطوير مركز جذب اقتصادي وسياحي عصري للعاصمة الأردنيّة، يضاهي بحداثته المراكز العالمية المعروفة، «البوليفارد» و«العبدلي مول» وسلسلة فنادق وشقق سكنية ومحال تجارية ومكاتب. و«البوليفارد» هو مشروع استثماري تطويري متعدد الاستخدامات، ويحتل موقعاً استراتيجياً في الوسط الجديد للمدينة، حيث يتميز بجادة مشاة رئيسة يبلغ طولها 370 متراً وعرضها 21 متراً، يحيط بها 12 مبنى متوسط الارتفاع تضم مجموعة واسعة من أرقى العلامات التجارية، لتضفي تجربة تسوّق جديدة في عمان. وسيوفر «البوليفارد» أيضاً شققاً فندقية فاخرة بإدارة شركة «روتانا» لإدارة الفنادق، مبنية حسب أعلى المعايير، كما يحتوي 30 ألف متر من المساحات المكتبيّة المميزة، إضافة إلى المرافق الترفيهيّة الواقعة على الأسطح ذات الإطلالات الخلاّبة. ويعد مشروع «العبدلي» أضخم مشروع إنمائي متكامل في قلب العاصمة الأردنية، حيث يشيَّد على مساحة 384 ألف متر مربع، ويتكوّن من مساحة مبنية تزيد على 1.8 مليون متر مربع، تضم مجمعات سكنية، ومكاتب، وفنادق، وشقق مخدومة، ومحال تجارية، ومرافق ترفيهية، بكلفة تتجاوز خمسة بلايين دولار. ويضم بنية تحتية متطورة من الاتصالات، لضمان تزويد المجمعات السكنية والمكاتب والمحلات التجارية بأحدث الوسائل والتكنولوجيا. ويوفر المشروع في الوقت ذاته حلولاً للطاقة المركزية، وأنظمة مركزية للغاز، لضمان بيئة صحية وتوفير في الطاقة. ويضمن المشروع إنشاء طرق للمشاة وحلول مرورية لضمان حياة مريحة ل 100 ألف شخص بين مقيم وعامل وزائر يومياً. ويتوقع لهذا المشروع أن يضاعف فرص العمل الملائمة للأردنيين والوافدين على حد سواء. وخلال مؤتمر صحافي عقد في عمان أمس، قال رئيس مجلس إدارة شركة «بوليفارد العبدلي» منذر حدادين، إن «هذا المشروع يأتي تحقيقاً للرؤية الملكية، التي بدأت قبل سنوات وتمثّلت بضرورة تجديد التطوير الحضري ليواكب العصر المتجدد، واليوم تحول موقع العبدلي بفضل الرؤية الملكية إلى وسط جديد وعصري للعاصمة عمان». وقال رئيس مجلس إدارة «شركة العبدلي للاستثمار والتطوير»، جوزيف الحلو إن «هذا المشروع يعد مثالاً حيّاً على الشراكة الناجحة بين القطاعين العام والخاص، والتي تقدّم نموذجاً عصرياً لإدارة المشاريع الضخمة وتنفيذها في مختلف دول العالم. كما تعد تجربة العبدلي دليلاً على مساهمة هذا النموذج في تحسين البيئة الاستثماريّة وتطوير البنية التحتية الاقتصادية، الأمر الذي سيؤدي إلى زيادة القدرة التنافسية للاقتصاد الأردني على المستوى الإقليمي والعالمي». وعلى هامش مؤتمر صحافي آخر عقد في عمان لذات الغاية، قال الرئيس التنفيذي للشركة جورج عميرة ل «الحياة»، إن «مشروع العبدلي يعد أحد أهمّ وأبرز المعالم الإنشائيّة في الأردن، وكمشروع تطويري ضخم وريادي سيساهم في إحداث تغيير بمختلف جوانب الحياة في العاصمة عمّان». وأضاف أن «المشروع يقدم بنية تحتية جاذبة للاستثمار وهذا أهم شيء... العبدلي سيمنح المستثمرين مراكز ترفيهية ومحال وعمارات ومكاتب تجارية تتمتع بمواصفات عالمية، وتستطيع أي شركة إقليمية تبحث عن مواصفات عالية الجودة أن تحجز لها مكاناً في الأردن من خلال مشروعنا الضخم والفريد». وتابع أن «المشروع لن يكون لفئة معينة من الناس، كل الطبقات المجتمعية بإمكانها أن تستثمر لدينا... الأسعار ستكون في متناول الجميع وسنعرض منتج عالي الجودة بأسعار منافسة ليس على مستوى الأردن فقط وإنما على مستوى المنطقة». واستطرد «الاستقرار الاقتصادي والمالي والسياسي كل هذه عوامل دفعتنا للاستثمار في الأردن. والأمان الذي تتمتع به عمان عامل آخر سيساهم في التشجيع على الاستثمار». وقال الرئيس التنفيذي لشركة «بوليفارد العبدلي»، طاهر الجغبير ل «الحياة»، إن «مشروع البوليفارد فريد من نوعه، كونه يحتوي على مجموعة مميزة من المرافق، في مقدمها سوق تجاري واقع على جادة مخصصة للمشاة و400 شقّة فندقيّة مخدومة ومساحات مكتبيّة ذكيّة، إضافة إلى المرافق الترفيهيّة». وأضاف أن «نسبة الاستثمارات العربية في المشروع تصل إلى قرابة 60 في المئة، ومعظم المستثمرين هم من لبنان والكويت والإمارات». وذكر أن المشروع «سيوفر فرص عمل لنحو 20 ألفاً 70 في المئة منهم أردنيون». وأشار إلى أن «المشروع يستهدف السياحة العربية والأجنبية، وأن عدد الزوار المتوقع يومياً سيصل إلى نحو 80 ألفاً». ولفت إلى أن «المشروع يجري تنفيذه على مرحلتين، الأولى أنجزت وتقوم على مساحة تقدر ب251 ألف متر مربع، وتشمل 33 مشروعاً مختلفاً، يملكها ويطورها كثيرون من المستثمرين المحليين والدوليين، وتضم أبراجاً ومباني تجارية، وفنادق، ومساحات سكنية ومكتبية. أما المرحلة الثانية، فصممتها إدارة المشروع في شكل يستوعب التغير بأنماط الطلب داخل السوق العقارية المحلية، وستتضمن مباني سكنية متوسطة وعالية الارتفاع، إضافة إلى مكاتب، وفنادق، ومحلات تجارية، ومساحات خضراء، وحدائق عامة». يشار إلى أن ملكية المشروع تعود إلى «شركة العبدلي للاستثمار والتطوير»، التي تأسست عام 2004. وكانت ثمرة اتفاق بين مؤسسة «استثمار الموارد الوطنية وتنميتها»، وشركة «الأفق العالمية للتنمية والتطوير»، وهي عبارة عن تجمع عالمي في عالم البناء متخصص باستثمار وتطوير المشاريع العقارية الكبيرة التي يمتلكها رجل الأعمال اللبناني بهاء الدين رفيق الحريري. وتوسعت هذه الشراكة في شكل أكبر عندما انضمت إليها شركة «العقارات المتحدة - الأردن»، المملوكة من قبل شركة «المشاريع الكويتية القابضة».