أوسلو، لندن - أ ف ب، رويترز، يو بي آي - مثل المتطرف اليميني اندرس بيرينغ برييفيك الذي أقرّ بارتكابه مجزرة قتل 93 شخصاً في النروج الجمعة الماضي للمرة الأولى أمام محكمة أوسلو، وأصدر القاضي كيم كيم هيغر قراراً بسجنه ثمانية أسابيع قابلة للتجديد على ذمة التحقيق. وأغلقت الجلسة أمام وسائل الإعلام والمواطنين النروجيين الذين وقفوا دقيقة صمت ظهراً في أنحاء البلاد تكريماً لضحايا المجزرة، وفي مقدمهم الملك هارالد وقرينته الملكة صونيا ورئيس الوزراء ينس ستولتنبرغ في جامعة أوسلو، حيث تجمع حوالى ألف شخص. وقال ستولتنبرغ: «أعلن دقيقة صمت تكريماً للضحايا الذين سقطوا في مقر الحكومة وجزيرة يوتوييا». وانتهت الدقيقة بتعبير رئيس الحكومة عن «شكره»، توجه رئيس الحكومة والملك والملكة وعدد من أعيان البلاد لتوقيع كتاب التعازي داخل الجامعة. وتضامناً مع النروج، لزمت كل دول شمال أوروبا دقيقة صمت أمس. وفيما أبلغ محامي الدفاع جاير ليبشتاد المحكمة أنه ينتظر تقريراً طبياً عن الحال الصحية لموكله الذي وصف نفسه في بيان مؤلف من 1500 صفحة نشره على الإنترنت بعنوان «لندن 2011»، بأنه «صليبي يحارب مداً إسلامياً، أفادت وكالة الأمن الداخلي في بولندا أن برييفيك اشترى «بطريقة قانونية عبر الإنترنت» أسمدة كيماوية من شركة بولندية، موضحة أن هذه المواد لم تكن أساسية لصنع قنبلة. وأشارت الوكالة أيضاً الى أن بريفييك حاول أيضاً شراء أسلحة من تشيخيا. وتوجه ضباط من الشرطة البريطانية الى أوسلو للمساعدة في التحقيق في شأن صلات محتملة لبريفييك الذي كتب في بيانه على الإنترنت أن «يمينيين متطرفين جندوه خلال اجتماع حضره 8 أشخاص في لندن في نيسان (أبريل) 2002، وأن أكثر من 600 عضو في رابطة الدفاع الإنكليزية (اليمينية المتطرفة) انضموا الى لائحة أصدقائه على موقع فايسبوك، وانه أجرى اتصالات بالرابطة». واتهم بريفييك في بيانه أيضاً رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير وخلفه غوردون براون ب «تحويل لندن إلى مركز عالمي للإرهاب الإسلامي»، كما انتقد رعاية ولي العهد البريطاني الأمير تشارلز مركز الدراسات الإسلامية في جامعة أوكسفورد. لكن رابطة الدفاع الإنكليزية نفت اتصالها ببريفييك، مشيرة الى أن صفحتها على «فايسبوك» تضم 100 ألف مؤيد، وتتلقى عشرات آلاف التعليقات يومياً، و «لا دليل على أن بريفييك كان واحداً منا». وكانت تقارير صحافية تحدثت أول من أمس عن أن «بريفييك كان مستشاراً لرابطة الدفاع الإنكليزية حول الكراهية الإسلامية، وقدم نصائح لها حول أساليب إثارة الكراهية ضد المسلمين. كما كان محط إعجاب الجماعة اليمينية المتطرفة في بريطانيا، وخطط لإنشاء جماعة مشابهة لها في النروج لمكافحة تنامي عدد المسلمين فيها». وأضافت التقارير أن «بريفييك كشف في رسالة إلكترونية بعثها إلى موقع سياسي نروجي أنه ناقش تكتيكات مع رابطة الدفاع الإنكليزية وجماعة أخرى لوقف أسلمة أوروبا، وأبدى إعجابه بالطريقة التي استفزت بها الرابطة المسلمين الشباب والماركسيين في بريطانيا». ويبدو أن استسلام بريفييك للشرطة بدلاً من الانتحار بعد ارتكابه مجزرته على جزيرة اوتويا يشير الى رغبته في اعتلاء منبر عام لنقل أفكاره المتشددة. وكتب بريفييك في بيانه أن «بقاءه حياً بعد الهجوم سيُطلق مرحلة الدعاية». ولا يزال 35 شاباً مصاباً قيد العلاج في المستشفيات، وقال طبيب إن «بريفييك استخدم نوعاً من الرصاص يتفتت داخل الجسم كي يسبب أكبر ضرر». وأفاد تقرير آخر لصحيفة «افتنبوستن» أن بريفييك أبلغ الشرطة أنه اعتزم استهداف رئيسة الوزراء السابقة غرو هارلم بروندلاند التي قادت ثلاث حكومات من حزب العمال في الثمانينات والتسعينات من القرن العشرين، ويطلق عليها اسم «أم الشعب»، مشيراً الى أنها ألقت كلمة في جزيرة اوتويا في يوم الحادث، وغادرت المكان قبل وصول بريفييك. مطار كينيدي وفي نيويورك، أُخليت المنطقة المحيطة بمكاتب حجز التذاكر في مطار جون كينيدي في نيويورك بعد العثور على حقيبة بلا صاحب. وقال ناطق باسم «اميركان ارلاينز»: «اتخذنا الإجراءات الاحترازية المعتادة، وأبلغنا السلطات».