أعلنت السلطات الليبية أمس أن طائرات حلف شمال الأطلسي (الناتو) قصفت مستشفى محلياً في زليتن في غرب البلاد مما أدى إلى مقتل ثلاثة أطباء، في وقت واصل الثوار الليبيون العمل على إزالة الألغام المزروعة حول البريقة والتي تعيق سيطرتهم على هذه المدينة النفطية الاستراتيجية في شرق البلاد. وجاء ذلك في وقت نُقل عن رئيس المجلس الوطني الانتقالي مصطفى عبدالجليل إن الثوار يوافقون على بقاء العقيد معمر القذافي وأبنائه في ليبيا وفق شروط يحددونها هم، في موقف فُسّر بأنه يدل على ليونة في موقف الثوار الذين يصرون على رحيله إلى المنفى أو محاكمته. وقال عبدالجليل في تصريحات أدلى بها في الزنتان في الجبل الغربي حيث قام الأحد بزيارة غير معلنة هي الأولى له إلى هذه المنطقة في غرب ليبيا. وأوضح أن بقاء القذافي وأسرته يشترط تخليهم عن السلطة وأن يحدد الثوار أين يبقون في ليبيا ووفق أي ظروف. وأضاف في مقابلة مع صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية أن قدرة القذافي على البقاء في ليببا «ستكون لها شروط» بحيث «يقرر (الثوار) أين يقيم ومن يقابل» وأن هذه الشروط ستنطبق أيضاً على عائلته. وكان عبدالجليل أدلى بتصريحات مشابهة قبل شهر عندما أعلن موافقة الثوار على بقاء القذافي في ليبيا شرط تخليه عن الحكم. لكنه سرعان ما تراجع عن هذه التصريحات، قائلاً إن عرض بقاء القذافي في ليبيا قُدّم قبل إصدار المحكمة الجنائية الدولية قراراً بتوقيفه وابنه سيف الإسلام وعديله عبدالله السنوسي بتهمة التورط في جرائم ضد الإنسانية في ليبيا. لكن تصريحات أخيرة صدرت عن مسؤولين أميركيين وفرنسيين وإيطاليين أعادت مجدداً إمكان بقاء القذافي في ليبيا إذا تنحّى عن السلطة. وأشارت «وول ستريت جورنال» إلى أن عبدالجليل أبلغها خلال زيارته للزنتان أن قطر أرسلت عسكريين إلى الجبل الغربي لتدريب الثوار وبناء مركز قيادة للعمليات. ونقلت الصحيفة أيضاً عن ممثلين قطريين رافقوا عبدالجليل أن بلادهم زادت أخيراً دعمها العسكري للثوار، علماً أن قناة «الجزيرة» عرضت قبل أيام مشاهد لإفراغ سفينة ضخمة نقلت معدات عسكرية للثوار في بنغازي. وظهرت في المشاهد عربات عسكرية مختلفة تحمل علامة «قطر» عليها، كما ظهر ما لا يقل عن مروحية واحدة يتم إفراغها. وقالت مصادر في صفوف الثوار إن بين العربات القطرية «كاسحات ألغام» يُفترض أن تتولى عمليات شق الطرقات الملغمة حول البريقة لإتاحة المجال أمام سيطرة الثوار عليها. ونقل تلفزيون ليبيا التابع للثوار عن عبدالجليل إعلانه أمس أن قطر تبرعت ببناء مطار في جبل نفوسة ومهبط للطائرات في نالوت. في غضون ذلك، صرّح محمد الزواوي الناطق باسم قوات الثوار في اجدابيا على بعد 80 كلم من البريقة لوكالة «فرانس برس»: «لا خيار لنا سوى إزالة الألغام من الرمال» قبل دخول البريقة. وأكد أن مشكلة الألغام عطّلت تقدم الثوار الذين يحاولون أن يخلّصوا البريقة تماماً من القوات النظامية. وقد أسروا جندياً حكومياً الأحد بينما فر العشرات نحو قرية بشر الى الغرب من هناك، على طريق راس لانوف. وقال الزواوي إن أحد الأسرى أكد أن قوات النظام زرعت «أكثر من 45 ألف لغم» حول المدينة الساحلية التي تبعد 800 كلم شرق طرابلس و240 كلم جنوب غربي بنغازي «عاصمة» الثوار في شرق البلاد. في غضون ذلك، قال عامل في مستشفى زليتن الواقعة بين مصراتة وطرابلس إن قوات «الناتو» قصفت المستشفى مما أدى إلى مقتل سبعة أشخاص بينهم ثلاثة أطباء. وجلبت السلطات الليبية صحافيين لمعاينة المستشفى المدمّرة في زليتن التي يحاول الثوار دخولها منذ أسابيع. وأوضحت وكالة أسوشيتد برس أن الصحافيين نُقلوا أيضاً لمعاينة آثار الدمار في سوق للخضار قصفته طائرات «الناتو» وكانت الحرائق ما زالت تتصاعد منه. وأوضح أسامة محمود سائق سيارة الإسعاف في مستشفى زليتن أن ثلاثة أطباء قُتلوا في القصف. واوردت وكالة «فرانس برس» من جهتها ان المركز الطبي المدمر هو عيادة محلية كانت تحمل شعار الهلال الاحمر. وقال ناطق باسم «الناتو» في نابولي إن الحلف لن يصدر معلومات عن عمليات القصف التي قام بها سوى اليوم الثلثاء. وفي صوفيا (أ ف ب)، أعلنت الناطقة باسم وزارة الخارجية البلغارية فيسيلا تشيرنيفا الاثنين أن بلغاريا أعلنت شخصاً غير مرغوب فيه المستشار في القنصلية الليبية في صوفيا إبراهيم الفوريس ومنحته مهلة 24 ساعة لمغادرة البلاد. وسيطر مؤيدون للثورة الليبية على مقر السفارة أمس ورفعوا علم الاستقلال عليها.