فيما تشهد الساحة المصرية اتهامات بين المجلس العسكري وبعض الأحزاب، خصوصاً في ما يخص البطء في تنفيذ قرارات الثورة، يبدو الإعلام المصري في قمة زخمه. وعلى رغم مرور سنوات من نهج الإعلام الأوحد في مصر، اعتقد بعضهم بأن ثورة يناير، ستلعب دور الساحر الذي يقلب الموازين رأساً على عقب، لكن الأمر لم يكن كذلك بتاتاً. أحدث مثال الخلاف الحاد الذي نشب أخيراً بين الإعلامية دينا عبدالرحمن مقدمة برنامج «صباح دريم» ومالك قناة «دريم» رجل الأعمال المصري أحمد بهجت إثر المداخلة الهاتفية التي أجرتها مع اللواء عبدالمنعم كاطو المستشار في إدارة الشؤون المعنوية في القوات المسلحة، في محاولة منها للتحري عن صحة ما حدث في موقعة العباسية ودقة ما نشر. لكنّ طريقة إدارة الحوار لم تنل إعجاب بهجت، ما انتهى بتوتر الموقف بينهما. وكان كاطو هاجم خلال المداخلة الصحافية نجلاء بدير بسبب مقال نشرته في إحدى الصحف، وانتقدت خلاله اللواء حسن الرويني. وهو ما اعتبره بعيداً من الموضوعية. كما هاجم كاطو اثنين من مرشحي الرئاسة واتهمهما بأنهما عميلان لأميركا وألقى بالاتهام ذاته على حركة 6 أبريل. فما كان من دينا إلا سؤاله: «هل لديك دلائل على هذا الاتهام أم هو مجرد استنتاج؟». فقال: «إنه استنتاج». فأجابته: «هل يصح أن نُلقي الاتهامات بناءً على استنتاجات؟». وتضمنت الحلقة شهادة من الصحافي خالد البلشي حول أحداث العباسية، قال فيها إن قوات الشرطة العسكرية والأمن المركزي التابع للداخلية «تواطأت» مع البلطجية لضرب المتظاهرين السلميين وأنه شاهد البلطجية يقذفونهم بزجاجات المولوتوف والحجارة من داخل تجمعات لعناصر عسكرية تحميهم. بعد هذه الحلقة دشن نشطاء على «فايسبوك» صفحة للتضامن مع دينا عبدالرحمن، بسبب مواقفها المؤيدة لمطالب الثوار والثورة. وانتشر بعض الأقاويل حول تلقي عبدالرحمن عدداً من العروض في فضائيات أخرى، مثل «التحرير»، و «أن تي في»، في حين قال الإعلامي أحمد المسلماني، في برنامجه «الطبعة الأولى» الذي تعرضه «دريم»، إن أزمة الإعلامية دينا عبدالرحمن مع القناة تمّ احتواؤها، وستعود اليوم لتقديم برنامجها.