يستعين ساكنو «الشرقية» بالتحويلات والانهيارات الأرضية في الشوارع الجديدة، في وصفهم الطرق الواجب سلوكها من قبل السائحين التائهين، وما يدفعهم إلى اعتبارها علامات، طول مدة بقائها، قبل إعادة ترميم الحفر أو إزالة التحويلات. وتتغير ملامح الطرق في سرعة، ولا يمكن الاستعانة بنظم «الملاحة» الحديثة في تفادي التحويلات الجديدة أو إغلاق الشارع في شكل مفاجئ. ويذكر نذير إبراهيم أن «نظام الملاحة في سيارته، لا يستخدم إلا إذا سافرت خارج المملكة»، موضحاً «حين أضع هدفاً أريد الوصول إليه، يقدم لي النظام طريقاً، اكتشف لاحقاً أنه مغلق، أو وضعت فيه تحويلة جديدة». وأصبح تذمر الأهالي من إغلاق الطرق أو حدوث هبوط أرضي أقل حدة من قبل. ويعتقد كثير منهم أن «الأمر أصبح عادة لدى البلديات وأمانة الشرقية، في مفاجأة الناس بإغلاق الطرق وصنع تحويلات من العدم». وينطبق الأمر على «حدوث حفر في الطرق»، كما شهد شارع الملك فيصل بن عبد العزيز في محافظة القطيف، منذ بداية العام الجاري، حيث لم يكد عمال مديرية المياه والصرف الصحي يصلحون «أنبوب مياه» انفجر وأغرق الحي المجاور له، ورصف موقع الانهيار، حتى عاد ذات المكان إلى الهبوط، ووضعت البلدية حاجزاً لمنع السيارات من الوقوع فيه، وبعد مدة، تم إصلاحه، ولكن «بعيوب خلقية» كما يقول جعفر أحمد، مضيفاً «حين أصل إلى هذه النقطة من الطريق، أتخذ الجانب الأيمن منه، بسبب أن الأيسر (موقع الحفرة السابق) رصف في شكل سيئ». وفي ذات الطريق في اتجاه الشمال، حدث انهيار آخر، ورصف موقعه، ولكنه ما زال «مشوهاً»، ويتساءل: ما هي الضوابط التي يتبعها المقاولون في رصف وإعادة رصف الطرق؟ مضيفاً «يكون الشارع جيداً حتى تبدأ صيانته أو إعادة سفلته، وهنا يتحول إلى طريق سيئ»، مستشهداً بشارع «القدس» في القطيف، «امتلأ بالحفر والمنحنيات والانخفاضات غير المبررة، على رغم من كون سفلتته حديثة». وينطبق الأمر على الطرق السريعة، الرابطة بين مدن الجبيلوالدماموالخبر والظهران، حيث شهد أول من أمس طريق الدمامالجبيل انهيار جزء منه، وتحول إلى حفرة، سقطت فيها سيارة. وتنسحب الإلتواءات والانخفاضات على طرق داخلية في مدن الدماموالقطيف، وبخاصة تلك التي شهدت تمديد أنابيب صرف صحي أو مياه، حيث تنهي آليات المقاولين إعادة السفلتة «كيفما اتفق»، بحسب عبدالله الصالح، مضيفاً «لا أدري لماذا يتهاون المقاولون في الطرق، ألا يوجد مراقب يقيم أعمالهم»، موضحاً «بعد حفر أحد الطرق في الدمام (في حي العمال) لوضع أنابيب صرف صحي، وبعد أشهر عدة، أعاد المقاول رصف الطريق في شكل سيئ، وامتلأ بالانخفاضات وكأنه ليس جديداً». يشار إلى أن المشاريع القائمة في المنطقة الشرقية، تتجاوز قيمتها 818 مليون ريال. كما أن نائب أمير المنطقة الشرقية الأمير جلوي بن عبد العزيز بن مساعد حذر المقاولين المتهاونين والمماطلين في إنجاز المشاريع، وقال إنهم «لا مكان لهم في المنطقة»، وذلك في جولة قام بها على عدد من مشاريع المنطقة في شهر ديسمبر الماضي، وطالب وقتها «المسؤولين بمتابعة المشاريع ميدانياً»، معلناً «عدم قبول أي تأخير في تسليم المشاريع في وقتها». وضمت «اللجنة السياحية» في «غرفة الشرقية» صوتها إلى المطالبين، بتقنين إغلاق الشوارع، وصيانتها، وطرحت «اللجنة» قضية إغلاق الشوارع في اجتماعها مع رئيس بلدية محافظة الخبر المهندس عصام الملا، في «غرفة الشرقية» في وقت سابق.