ديار بكر - رويترز - أفادت مصادر امنية تركية اليوم الاحد، بأن انفصاليين أكراداً قتلوا بالرصاص ثلاثة جنود أتراك في كمين نصبوه لهم في وقت متأخر من مساء امس السبت، في قرية في إقليم ماردين جنوب شرقي تركيا. وذكرت المصادر ان الجنود الثلاثة كانوا عائدين من قرية إيكيبينار الى موقعهم العسكري عندما نصب لهم انفصاليون من حزب "العمال الكردستاني" كميناً. ووقع الهجوم في وقت تتزايد فيه التوترات بين القوات المسلحة التركية والانفصاليين الأكراد في جنوب شرقي البلاد، ويقاطع فيه نواب حزب مؤيد للاكراد جلسات البرلمان. وكان رئيس الاركان التركي ذكر قبل 10 أيام ان قنابل يدوية القاها متمردون اشعلت حرائق في منطقة كثيفة الغابات في اقليم ديار بكر حيث وقعت اشتباكات اودت بحياة 13 جندياً وأصابت سبعة. كما لقي سبعة متمردين من حزب العمال الكردستاني حتفهم في القتال. وشككت وكالة الفرات للأنباء الموالية للاكراد في الرواية الرسمية واوردت تقريراً نقل عن شاهد عيان قوله إن طائرة حربية تركية استهدفت المتمردين في ضربة جوية قتلت ايضاً الجنود الذين كانوا يتمركزون قريباً. وانهى حزب "العمال الكردستاني" وقفاً لاطلاق النار مدته ستة اشهر أعلنه في شباط (فبراير) وانتقل الى ما يصفه بالموقف "الدفاعي النشط" الذي يدافع فيه مقاتلوه عن انفسهم اذا تعرضوا للتهديد. وبغض النظر عن موقف "الدفاع النشط"، نشط الانفصاليون بشكل واضح في الاسابيع الاخيرة وشمل ذلك قيامهم بعمليات خطف. وبعث زعيم الحزب المسجون عبد الله اوجلان برسالة عبر محاميه في وقت سابق من الشهر الجاري، مفادها أنه اتفق مع المسؤولين الاتراك على انشاء "مجلس سلم" يهدف الى انهاء الصراع المستمر منذ 27 عاماً وقتل فيه 40 ألف شخص. وقال اوجلان ان المجلس يجب ان يشكل في غضون شهر، على رغم انه لا يزال من غير الواضح الشكل الذي سيكون عليه هذا المجلس. جاء هذا الاقتراح بعد شهر من فوز حزب "العدالة والتنمية" الذي ينتمي إليه رئيس الوزراء رجب طيب اردوغان في انتخابات ابقته في السلطة لفترة ثالثة وبعد شهرين من تهديد اوجلان بالحرب ان لم تدخل الحكومة في محادثات مع الاكراد. وفشل نواب حزب مؤيد للاكراد يعتبر مقرباً لحزب "العمال الكردستاني" في التوصل إلى اتفاق مع حزب العدالة والتنمية بشأن إنهاء مقاطعتهم للبرلمان في وقت سابق من هذا الشهر. وجاءت مقاطعة نواب حزب "السلام والديموقراطية" للبرلمان إثر صدور أحكام قضائية تمنع بعض المرشحين المنتخبين الموجودين في السجن من شغل مقاعدهم.