أثار تحول ركائز المنتخب الجزائري إلى الدوري القطري تحت إغراء المال والفشل على المنافسة بالدوريات الأوروبية، موجة سخط في الشارع الجزائري، مستغرباً «الرحيل الجماعي» للخليج، على رغم تحذيرات رئيس اتحاد الكرة الجزائري وفنيين اعتبروا وجود لاعبي «الخضر» في ما يصفونه ب«مقبرة النجوم»، في إشارة للدوري القطري نهاية حتمية لمشوارهم «غير الناجح» - أصلاً - ورهناً لمستقبل المنتخب الباحث عن مجد ضائع! وكان كريم زياني آخراللاعبين الذين انضموا للدوري القطري، من خلال التحاقه بنادي الجيش الصاعد حديثاً لدوري الأضواء لقاء ما يربو على 250 ألف يورو راتباً شهرياً لثلاثة مواسم كاملة في تجربة فاجأت الجميع، حتى إن أكثر المتشائمين بمستقبل اللاعب السابق لمرسيليا الفرنسي وفولفسبورغ الألماني لم يكن يتوقع سقوطه أمام إغراء المال، على رغم قناعتهم بفشله في استقطاب أفضل الأندية الأوروبية، بعد فسخه العقد مع النادي الألماني بعد موسمين فاشلين على طول الخط. ويلتحق زياني (29 سنة) بشلة من «محترفي» الخضر الذين سبقوه إلى الدوري القطري على غرار نذير بلحاج مدافع السد ومراد مغني متوسط ميدان أم صلال، بينما نفض القائد السابق للخضر يزيد منصوري يديه من دوري النجوم بعد موسم قضاه في السيلية توج معه بالهبوط إلى دوري المظاليم. وتسببت هذه الهجرة في سخط الشارع الجزائري والفنيين على السواء الذين رأوا في ذلك «خياراً غير صائب ولهثاً وراء المال قد يضر المنتخب الأول أكثر مما ينفعه»، مبرزين اختلاف نشأتهم والظروف المستجدة، فضلاً عن تباين شروط الاحتراف بين أوروبا ودول الخليج. في هذا السياق، لاحظ محمود قندوز قائد الخضر في مونديال المكسيك أن اختيار اللاعب الاحتراف بالخليج «يثبت ألا مكانة لهؤلاء في أوروبا وفقدانهم اللعب بشكل منتظم في التشكيل الأساسي لأنديتهم وتجنباً للضغوط التي كانت مفروضة عليهم بسبب دكة البدلاء»، مشدداً على «تواضع مستوى هؤلاء المحترفين، اذ ان الظروف وحدها فقط هي التي خدمتهم وأسهمت في وجودهم في المنتخب الجزائري» على حد تعبيره. ودعا النجم الأسبق للمنتخب الجزائري الأخضر بلومي مدرب الخضر البوسني حاليلوزيتش إلى عدم الاعتماد على اللاعبين الذين يلعبون في الخليج، مبرراً ذلك بعدم القدرة على مسايرة الإيقاع. ويرجح الكثيرون ممن تحدثت إليهم «الحياة»، أن ينعكس وجود هؤلاء اللاعبين بالدوري القطري سلباً على مشوار المنتخب، مبرزين تجربة بلحاج خلال الموسم الماضي، اذ فقد مكانه الأساسي مع الخضر لمصلحة زميله جمال مصباح لاعب ليتشي الإيطالي، فلم يخض سوى مباراة واحدة أمام افريقيا الوسطى ظهر فيها ظلاً لنفسه مثيراً سخط الجمهور الجزائري. ويتوقع الكثيرون أن يحذو حذو الثلاثي «محترفون» آخرون على غرار رفيق حليش الذي «ألهب» دكة الاحتياط بنادي فولهام الإنكليزي، وحسان يبدة الباحث عن فريق يحتضنه بعد أن لفظه نابولي الايطالي بينما يرفض بنفيكا البرتغالي الاعتماد عليه في رسالة واضحة له تدعوه للبحث عن ناد جديد. ويتردد أن اتصالات غير رسمية يجريها اللاعب (27 سنة) مع اتحاد جدة السعودي قد تثمر في حال فشله بالعثور على ناد أوروبي بالالتحاق بمواطنه قائد الخضر عنتر يحيى الذي انضم إلى النصر السعودي في أول تجربة له بعد أكثر من موسمين بالدوري الألماني. غير أن الجدل الذي صاحب عملية رحيل ركائز الخضر إلى الخليج لا يبدو أنه حرك «شعرة» لدى المعنيين أنفسهم، إذ يؤكد مراد مغني، لاعب وسط أم صلال، أنه «لم يكن راغباً في البقاء في صفوف لاتسيو الإيطالي الذي لم يلعب له أي مباراة طوال الموسم الماضي بسبب الإصابات التي لاحقته طويلاً». وأضاف: «أعلم جيداً أن انتقالي إلى الدوري القطري نجم عنه حديث كبير، ولكنني أؤكد لكم أن انتقالي للدوري القطري لم يكن بصفقة كبيرة، ولكنني لم أكن أرغب في البقاء في نادي لاتسيو الايطالي، فقد بقيت مدة عام ونصف العام من دون أن ألعب وهذا صعب علي كثيراً العثور على فريق جديد». وتمنى النجم الجزائري العودة إلى مستواه المعهود، مؤكداً أن «المهم بالنسبة إلي الآن هو اللعب وبعدها سنرى»، على حد تعبيره.