لندن، دمشق -»الحياة»، رويترز - وسط حالة من الغموض فيها يتعلق بوضع الحوار الوطني في سورية، يحاول قادة «مؤتمر الانقاذ الوطني» عقد مؤتمر في الداخل السوري قريباً، وذلك للبدء في تعيين اعضاء اللجان المكلفة متابعة انشطة الثورة، مثل لجنة جمع الاموال ولجنة الاعلام والترويج للمعارضة دولياً. ويأتي ذلك فيما ذكرت صحيفة «فايننشال تايمز» البريطانية أن جماعة الأخوان المسلمين السورية المعارضة «ضعفت» بسبب الصراعات التقليدية بين جيل الشباب والحرس القديم. إلا ان مراقبها العام محمد رياض الشقفة نفى وجود خلافات داخل الجماعة، كما انتقد «الحذر» الذي تبديه الدول الغربية إزاء اجراء اتصالات مع الجماعة. وقالت الصحيفة إن جماعة الإخوان المسلمين «ضعفت حتى في المنفى بسبب الصراعات التقليدية بين الأجنحة، والخلافات التي برزت بين قيادتها خلال الاجتماعات والمؤتمرات التي عقدتها الجماعة في الأشهر الأخيرة». وأضافت أن بعض المقربين من الجماعة يؤكدون أن الجيل الجديد «يشعر بالإحباط ويتوق إلى تغيير القيادة من الحرس القديم المرتبطة بشكل وثيق مع الماضي». غير ان الشقفة وصف الحديث عن انقسامات بأنه «افتراءات». وأوضح «وجهات النظر داخل الجماعة لا تشكل مواقف مختلفة حول مسائل حرجة عن مستقبل سورية أو الالتزام بنهج التغيير الديموقراطي، وهو جزء من التطور الذي شهدته والقائم على نبذ العنف وتبني إقامة دولة حديثة وتعددية». وتابع أن جماعة الإخوان المسلمين «تعيش في المنفى منذ 30 عاماً، وليس لديها أي تمثيل في الداخل، لكن أفكارها متجذرة في المجتمع السوري مع أننا لا نعرف مقدار شعبيتنا». كما انتقد الشقفة مواقف القوى الكبرى حيال ما يجري في بلاده، قائلاً انها «تحجم عن ممارسة الضغط على النظام السوري لأنها تخشى البديل وثقتها ضعيفة في المعارضة السورية، ولكن هناك مغالاة في مخاوفها». وأضاف: «أن أياً من القوى الكبرى لا تتصل بنا لتفهم مواقف الجماعة، لأن الغرب يريد بديلاً يرضيه وليس ما يريده الشعب السوري، ولم يجربنا أحد ونحن لسنا مخيفين». وتتهم المعارضة السورية النظام بالسعي لاثارة الصراع الطائفي في البلاد كوسيلة لتخويف الغرب من النتائج التي ستترتب على سقوط النظام، وزرع الشك في نفوس السوريين انفسهم في ان السلم الاهلي سيمكن الحفاظ عليه لو تغير النظام. وقال عماد الدين الرشيد عضو مؤتمر الانقاذ الوطني المعارض ان السوريين لن يكرروا الاخطاء التي ارتكبت في العراق حيث اندلع القتال بين السنة والشيعة بعد سقوط صدام حسين. وقال الرشيد في مؤتمر صحافي في اسطنبول اول من امس ان سورية لن تسير في الطريق الذي مضى فيه العراق وان كل السوريين ملتزمون بوحدة الامة السورية. وقال الرشيد ان النظام وراء الاشتباكات الطائفية في حمص وانهم يوزعون اسلحة على اشخاص معينيين لتصعيد التوترات الطائفية. فيما قال فداء المجذوب منظم المؤتمر ان الاحتجاجات السلمية أظهرت ان الشعب السوري سيعمل معاً ولن يتبنى أي نهج طائفي أو عرقي. وأضاف المجذوب انهم سيعملون دائماً من أجل وحدة الامة السورية بطوائفها المختلفة ويحمون الهوية والحقوق الانسانية والفرص المتساوية للجميع. وقال المجذوب ان قادة المعارضة الخارجية يتصلون بنظرائهم في سورية مرات عديدة يومياً ولا يتخذ موقف بشأن أي قضية من دون التنسيق معهم.