تعيد القوى الامنية في جنوب العراق ترتيب اوراقها وتعزيز اجراءاتها الامنية تحسباً بعد ورود معلومات عن استعداد مجموعات مسلحة لشن هجمات واسعة في المدن الجنوبية. وبدأت محافظة ميسان (380 كم جنوب بغداد) تحضيرات أمنية واسعة بعد تلقيها معلومات عن نية بعض المجموعات المسلحة تنفيذ عمليات مشابهة لتلك التي شهدتها محافظة ذي قار التي أعلنت ضبط أكبر معمل للعبوات الناسفة في جنوب العراق. وقال محافظ ميسان محمد شياع ان «القوات الامنية قسمت المحافظة إلى عدد من القواطع إضافة إلى منع سير الدراجات النارية لمدة أسبوع خشية ان تستخدم في عمليات الاغتيالات وتنفيذ هجمات من جانب العصابات». وأضاف شياع أنه «تم نشر كامل الكادر العسكري الموجود في ميسان خلال تنفيذ الخطة ومنعت الإجازات الاعتيادية لعناصر الجيش والشرطة فضلا عن إعادة العمل بإزالة الزجاج المظلل عن المركبات». وتابع ان القوات الأمنية «ستستعين بالمواطن لغرض الإبلاغ عن اماكن وجود المسلحين، ولدينا معلومات مؤكدة عن تسريب للسلاح في هذه الفترة، إضافة إلى مواد متفجرة، ما استدعى فرض حظر للتجول منذ الثانية عشرة ليلاً وحتى الخامسة صباحاً من كل يوم». ولفت إلى ان السلطات المحلية «تستفيد من الأخطاء التي تسببت في الخروقات الأمنية التي حدثت الأسبوع الماضي في جنوب العراق»، في إشارة إلى الانفجار الذي وقع في ناحية البطحاء في محافظة ذي قار وراح ضحيته عشرات القتلى والجرحى. وكانت الحكومة العراقية اعلنت قبل شهور عملية أمنية في ميسان سميت «بشائر السلام» للحد من نفوذ الميليشيات المسلحة في المدينة التي كانت احد اهم معاقل ميليشيا «جيش المهدي» في العراق. وفي ذي قار (400 كم جنوب بغداد) قال قائد الشرطة اللواء صباح الفتلاوي ان «عملية البطحاء كانت المحفز الأساسي للخطة الأمنية التي في المحافظة، وقد عثرنا منذ تطبيق الخطة على معمل لتصنيع العبوات الناسفة، في شمال شرق الناصرية، يحتوي على متفجرات تكفي لتدمير مدينة بكاملها». واضاف ان «المواد التي ضبطت كبيرة ولا يمكن لشخص أن يمتلك كمية كهذه من المتفجرات، لذا فالأمر متعلق بدعم لا محدود أكبر من المستوى المادي لهذه العصابات». بالمقابل تشهد الديوانية والسماوة، التي تقع الى شمال محافظة ذي قار، استعدادات امنية مشابهة. وقال مسؤولون امنيون في المدينتين ان تلك الاستعدادات تأتي على خلفية معلومات باحتمال تصاعد وتيرة الاعمال المسلحة خلال الفترة المقبلة.