تواصل السجال بين روسيا والتحالف الثلاثي الأميركي – البريطاني – الفرنسي، مع استمرار عدم تمكن محققي منظمة «حظر الأسلحة الكيماوية» من زيارة موقع «الهجوم الكيماوي» في مدينة دوما، فيما أعلن خبير عسكري روسي بارز أن العسكريين الروس «عثروا في دوما على دليل جديد يثبت قيام إرهابيي جبهة النصرة بإنتاج أسلحة كيماوية». وتحدث أمس، نائب وزير الخارجية الروسي ومبعوث الرئيس بوتين إلى المنطقة، ميخائيل بوغدانوف عن «مفاوضات» مع المعارضة لضمان وصول الخبراء إلى المدينة. في المقابل، أكد الناطق باسم الأمين العام للأمم المتحدة ستيفان دوجاريك وجود «اتصالات مكثفة مع مختلف الأطراف المعنية في سورية، من أجل ضمان وصول محققي الكيماوي إلى دوما، في أقرب وقت ممكن». وقال في مؤتمر صحافي في نيويورك، إن المنظمة الدولية «تبذل جهوداً كبيرة لتمكين محققي حظر الأسلحة الكيماوية من التوجه إلى دوما، وضمان سلامتهم». ولفت إلى أن الاتصالات «تشمل روسيا والنظام السوري». ورداً على أسئلة صحافيين في شأن إمكانية عودة مفتشين أمنيين أمميين تعرضوا الثلثاء إلى إطلاق نار على مشارف المدينة السورية، قال دوجاريك: «لقد توجهوا إلى دمشق، ونحن نريد أن نرى وصولاً إلى دوما في أقرب وقت ممكن». ونقلت وكالة «رويترز» أمس، عن شاهد قوله إن مركبة تستخدم على ما يبدو لوحة معدنية من النوع الذي تستخدمه منظمات دولية، كانت في منطقة قريبة من موقع الهجوم الكيماوي في دوما ترافقها الشرطة العسكرية الروسية. إلى ذلك، أعلن خبير قوات الوقاية الإشعاعية والكيميائية والبيولوجية الروسية العقيد ألكسندر روديونوف، أن العسكريين الروس «عثروا في دوما على دليل جديد يثبت قيام إرهابيي تنظيم جبهة النصرة بإنتاج أسلحة كيماوية». وقال للصحافيين: «خلال تفتيش مختبر كيماوي للمسلحين تم العثور على كمية كبيرة من مادة الهيكزامين، وهذا دليل جديد على قيام المسلحين بإنتاج الأسلحة الكيميائية»، مشيراً إلى أن هذه المادة «تستخدم في تصنيع المواد السامة». وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، أعلن قبل تصريح روديونوف بساعات قليلة، أن العسكريين الروس، «عثروا على أسطوانات كلور في مناطق سيطرة المسلحين في الغوطة الشرقية»، مشيراً في حديث إلى وكالة «سبوتنيك» الروسية إلى أن «رجالنا مستمرون في اكتشاف المزيد والمزيد من المواد المثيرة». وزاد: «لقد تم العثور في أحد الشقق على أسطوانة تحتوي مواد كيميائية، الكلور، على ما اعتقد... وهذا المنزل يقع في الأراضي التي كانت خاضعة لسيطرة المسلحين». وأكد لافروف، أن موسكو «تسعى إلى إتمام زيارة بعثة منظمة حظر الكيميائي إلى دوما، وتأمل بأن يسود التحقيق في هذا الحادث «مهنية عالية»، قبل أن يتهم بريطانيا ب «فبركة الهجوم الكيميائي المزعوم»، مشدداً على أن لدى موسكو «الكثير من الأدلة التي تثبت ضلوع لندن في فبركة هذا الموضوع». كما أشار إلى عدم منطقية تصريحات واشنطن وباريس ولندن بأن الضربات على سورية استهدفت مواقع خاصة بتصنيع الأسلحة الكيماوية، مؤكداً أن قصف موقع يُخزن فيه سلاح كيماوي لا يعني إلا السعي إلى إحداث كارثة إنسانية بالنسبة إلى من يقيمون في محيطه. وتابع: «قدمنا كل ذلك بشكل واضح ومفصل أثناء اجتماع المجلس التنفيذي لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية، وفي مجلس الأمن الدولي، لكننا لم نسمع في المقابل إلا أن محاولات اتهام بريطانيا... تتجاوز الحدود، ولا يمكن حتى بحث هذه المسألة لأنها غير واقعية». وكانت الناطقق باسم الخارجية الأميركية هيذر نويرت أكدت أن لدى بلادها «معلومات موثوقة» تشير إلى أن روسيا وسورية تحاولان «تطهير» موقع الهجوم الكيماوي المزعوم في سورية، وتحاولان أيضاً تأجيل وصول مفتشي الكيماوي إلى الموقع.