على رغم أن 20 شاباً، تقاسموا أركان قاعة تدريب في الكلية التقنية في الأحساء، إلا أن صوتاً واحداً لا يسمع من القاعة، التي يتدربون فيها على تطبيقات الحاسب الآلي، فهم جميعاً من الصم والبكم، يتخاطبون فيما بينهم بلغة الإشارة. ويتدربون في برنامج «تقني واعد 4»، الذي أقامته الكلية بالتعاون مع معهد الأمل للصم في الأحساء، تحت شعار «إرادتنا أكبر من إعاقتنا». واعتبر ماجد المهيني، تجربته مع البرنامج «فرصة كبيرة لدخول هذا العالم، الذي كنت أقرأ عنه وأراه. وكنت أمنّي نفسي أن أكون مثل من هم في عمري من الأسوياء. وأتعامل مع برامج الحاسب الآلي، وأتصفح مواقع الإنترنت»، بحسب قوله المترجم من لغة الإشارة، مشيراً إلى ان برنامج «تقني واعد»، حقق له ولزملائه أحلامهم. ورفض زميله حسين العبد السلام، وصفهم ب «المعوقين». وقال: «أنا لست معوقاً، أنا قادر، لقد وجدت نفسي في «تقني واعد»، لأظهر قدراتي في التطوير والإبداع». وتسلم زميله علي بوخضر، طرف الحديث قائلاً: «إرادتي أكبر من إعاقتي، فبعد مضي ثلاثة أسابيع من انخراطي في البرنامج، فاجأت أهلي وأصدقائي بمهاراتي في الحاسب الآلي، وتعاملي معه باقتدار. ولم تكن إعاقتي السمعية عائقاً لي أبداً». وأشار محمد الشوارب، إلى أن البرنامج هو «الوحيد الذي احتوى الصم والبكم خلال إجازة الصيف، لنستفيد من أوقات فراغنا بما يفيدنا، من دورات تقنية». بدوره، اعتبر مدير معهد الأمل محمد النجادي، تدريب هذه الفئة وتطوير مهاراتهم العلمية والتربوية في فصل الصيف هو «ضمن خطوات دمجهم مع أفراد المجتمع، فهذه البرامج الفنية والعلمية تطور مهاراتهم بما يفيدهم في حياتهم العلمية والعملية». وأشاد بهذه الخطوة التي اعتمدتها الكلية التقنية، و»توفير بيئة تدريبية مناسبة، وتقديم جميع التسهيلات لهم»، مطالباً المسؤولين في المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني بالاستمرار في إقامة هذه البرامج في الأعوام المقبلة، وكذلك فتح تخصصات وأقسام دائمة للمعوقين في الكليات التقنية، والمعاهد الثانية الصناعية.