أقر 52 في المئة من خبراء الأمن الإلكتروني في الشركات الكبيرة في المملكة أن الاندفاع نحو اعتماد التقنيات السحابية لا يراعي بالكامل المخاطر الأمنية المحيطة في هذه التقنيات، وذلك وفق دراسة أمنية جديدة حول التقنيات السحابية أجرتها شركة «بالو ألتو نتوركس»، المتخصصة في تطوير الجيل التالي من الحلول الأمنية، وشملت الدراسة منطقة الشرق الأوسط وأوروبا. وبينت الدراسة التي استطلعت آراء شركات تعتمد بفعالية على التقنيات السحابية لتلبية احتياجاتها من البيانات والتطبيقات والخدمات، أن خبراء الأمن الإلكتروني يدركون أنه يتوجب عليهم بذل المزيد من الجهود لتتناسب مع آليات العمل على السحابة، إلا أنهم غالباً ما ينظرون إلى المسائل الأمنية عائقاً أمام سير الأعمال عند اعتماد تطبيقات وخدمات جديدة. ومن النتائج التي خلصت إليها الدراسة، أن حوالى ثلثي خبراء الأمن الإلكتروني (64 في المئة) في السعودية أشاروا إلى وجود حال من عدم التوافق بينهم وبين بقية الأعمال في ما يتعلق في القضايا الخاصة بالسحابة والأمن الإلكتروني، بما فيه دوره في نجاح اعتماد ونشر التقنيات السحابية، على رغم موافقة غالبية خبراء الأمن (72 في المئة) على أن الأمن يمثل أولوية قصوى لاعتمادهم على السحابة العامة. وأشار أكثر من نصف المشاركين في الدراسة (54 في المئة) على مستوى المملكة المتحدة، وفرنسا، وألمانيان وإيطاليا، وهولندا، والسويد، والإمارات العربية المتحدة، والسعودية، إلى عدم وجود توافق بين الطريقة التي انتقلت بها المؤسسات نحو السحاب وبين متطلبات الأمن الإلكتروني، وشهدت السعودية، والإمارات، والسويد، النسبة الأعلى من عدم التوافق بنسبة بلغت 64 في المئة، و76 في المئة، و70 في المئة، على التوالي. وأكد ثمانية في المئة من خبراء الأمن الإلكتروني في السعودية أنهم حافظوا على مستويات أمنية على مستوى المؤسسة للسحابة، والشبكات، والأجهزة الطرفية، في حين بلغت هذه النسبة 13 في المئة على مستوى منطقة أوروبا والشرق الأوسط وإفريقيا، وأشار أكثر من ثلثي المؤسسات المشمولة في الدراسة (68 في المئة) في السعودية أنها تتبع نهجاً مختلفاً ومجزأ للمشهد الأمني الحالي لديها، إلا أنها تتطلع لأن يكون لها الرؤية المتناسقة ذاتها، والقدرة على القيادة والتحكم في المشهد الإلكتروني ضمن المجالات كافة. ويشعر خبراء الأمن الإلكتروني على مستوى منطقة أوروبا والشرق الأوسط وإفريقيا بعدم الرضا في شأن مشاركتهم في المناقشات والاستشارات الخاصة في أمن السحابة ويتطلعون إلى المزيد من التحكم، إذ أشار 19 في المئة فقط إلى أنهم يتمتعون في المستوى الصحيح من المشاركة في ما يخص أمن الخدمات السحابية. أما على مستوى السعودية فلا يشعر أي من صانعي القرار بأنهم يتمتعون في المستوى الصحيح من المشاركة في أخذ القرارات الخاصة في أمن الخدمات السحابية. وحتى أولئك الذين أفادوا بتمتعهم بمستوى عال من المشاركة على مستوى أوروبا والشرق الأوسط وإفريقيا يرغبون في تحقيق المزيد من التحكم في مسألة الأمن الإلكتروني، إذ رجح 57 في المئة منهم حاجتهم إلى قدر أكبر من التحكم والتناسق في ما يخص مسألة الأمن الإلكتروني للتقنيات السحابية. وأكد 52 في المئة يعتقدون بأن الحوسبة السحابية لا تراعي المخاطر الأمنية المحتملة وقال نائب الرئيس الإقليمي للأسواق الناشئة لدى «بالو ألتو نتوركس» إركان آيدين «إن اعتماد التقنيات السحابية في السعودية هام للغاية لتحقيق أهداف رؤية السعودية 2030، ونشهد اهتماماً متزايداً من الحكومة في الحلول التقنية وإقبالاً متزايداً على تبني التقنيات الحديثة، كما أن الإقبال على التقنيات السحابية يدفعه الرغبة في تحقيق عمليات رقمية أكثر سرعة وابتكاراً لمسألة الأمن الإلكتروني لتحقيق التقدم والتطور». وحتى يكون الأمن الإلكتروني أكثر مرونة كما تتطلبه الأعمال، يحتاج مسؤولو الأمن الإلكتروني في منطقة أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا إلى الحفاظ على سيطرة موثوقة على مسائل الأمن الإلكتروني في مختلف بيئات العمل، بما فيها السحابة والسحابة المتعددة. وأبرزت الدراسة وجود انقسام في الآراء في المملكة حول ما إذا كانت الحوسبة السحابية تأخذ في الاعتبار المخاطر الأمنية المحتملة كافة، إذ أشار 52 في المئة من المشاركين في الدراسة إلى أنها لا تراعي ذلك. وقال مدير هندسة النظم في الأسواق الناشئة لدى «بالو ألتو نتوركس» طارق عباس إن التقنيات السحابية باتت تغير من أسلوب استخدام واستهلاك تكنولوجيا المعلومات، إذ تمكن هذه التقنيات المؤسسات من جمع بيانات أمنية أكثر أهمية وأوسع نطاقاً، وإجراء تحليلات لمخاطر البيانات الكبيرة، والتعلم الآلي من أجل التصدي للتهديدات في شكل أسرع، والوصول إلى إمكانات حاسوبية لا حدود لها لفرض الوقاية في شكل كامل. والأهم أن كل ذلك يتم بالسرعة الرقمية اللازمة لتحديد المخاطر ومنع الهجمات التي تضعف الثقة الرقمية». وأضافت «بالو ألتو نتوركس» إمكانات جديدة للسحابة على منصة الجيل التالي من الحلول الأمنية، والمصممة لصد الهجمات الإلكترونية على السحابة بنجاح، ومن أجل تلبية متطلبات المؤسسات المتمثلة بالحفاظ على تحكم قوي ومتسق في المشهد الأمني للتطبيقات والبيانات والعمليات القائمة على السحابة المتعددة والسحابة الهجينة. وتقدم هذه التحسينات للعملاء الذين يعملون في بيئات السحابة الهجينة والسحابة المتعددة، خدمات أمنية شاملة ومتسقة على مستوى المؤسسة تتكامل بشكل مباشر مع البنية التحتية السحابية وأعباء العمل.