في هذه الأيام من كل عام ينشغل الوسط التلفزيوني الأميركي بالقرارات المنتظرة من القائمين على القنوات التلفزيونية، إذ تحدد هذه القنوات أسماء الأعمال التي تنوي إيقاف عرضها الموسم المقبل، والأخرى التي ينتظر تجديد عقودها، ولا تخلو عادة هذه القوائم من مفاجآت وصدمات للمتابعين. شبكة «إي بي سي» التي أعادت الممثل ماثيو بيري للشاشة الصغيرة بعد غيابه عنها عام 2004 مع نهاية مسلسله الشهير «الأصدقاء» في مسلسل بعنوان «مستر صن شاين»، يجسد من خلاله شخصية مدير مساعد في صالة ألعاب رياضية تحتضن عدداً من المناسبات الفنية والرياضية الهامة، وعلى رغم الطابع الكوميدي البسيط للعمل، إلا أنه لم ينجح في كسب المتابعة المنتظرة ما دفع القناة إلا إصدار قرارها بوقف العمل. الإلغاء لم يقف عند حدود الأعمال الجديدة إذ قررت قنوات مختلفة إيقاف أعمال بارزة عرضت على مدى الأعوام الماضية، في مقدمتها مسلسل «أشقاء وشقيقات» الذي قررت «إي بي سي» إلغائه مع وصوله للجزء السادس، كما قررت قناة «فوكس» وقف مسلسل «LIE TO ME» الذي عرض طوال الأعوام الأربعة الماضية، وحصلت على حقوق عرضه قنوات عربية، إضافة إلى مسلسل «ميديم» والذي تبثه قناة «سي بي سي» وغيرها من الأعمال. وعلى الجانب الآخر فازت عدد من الأعمال التلفزيونية بفرص عرض جديدة يأتي في مقدمتها المسلسل الطبي الشهير «هاوس»، الذي ينتظر أن ينطلق عرض جزئه الثامن الموسم المقبل كذلك جاء الحال بالنسبة للمسلسل الكوميدي «تشاك» والمسلسل الغنائي «غلي»، إضافة إلى مسلسل «ذا منتلست» و«وكيف التقيت بوالدتك» و«نظرية الانفجار الكوني الكبير». وهو الحال نفسه للمسلسل الكوميدي الجديد «شيملس» أو «وقاحة»، الذي تنتجه شبكة «شوتايم» الأميركية الذي نجح في تسجيل نفسه كأحد أبرز أبطال الموسم بعد أن كسب رضا النقاد والمشاهدين على حد سواء، على رغم الكوميديا السوداء التي قدمها، إذ يحكي قصة عائلة أميركية فقيرة يغيب فيها دور الأم التي تخلت عن أبنائها هرباً من والدهم «العربيد» الذي ألقى بمهمة تربية الأطفال لأكبر بناته، في وجه هذا الفقر والتفكك الأسري يبحث الأبناء عن لقمة العيش بكل الطرق المشروعة أو غير المشروعة، ويعكس المسلسل نزولاً عند عنوانه الوجه «الوقح» القبيح لأميركا، إذ تحضر العنصرية كواحد من أهم محاور العمل إضافة إلى ظواهر التعاطي وإدمان الكحول والبطالة.