يبدو أن قناة «إم بي سي 4» باتت تحتل مركزاً متأخراً في السباق التلفزيوني «المحموم» الذي تتحرك على مضماره أكثر من خمس قنوات شهيرة، بعد أن كانت تتقدم الجميع وبمسافة كبيرة إذ قدمت مجموعة «إم بي سي» آنذاك قناتها الجديدة «إم بي سي 4» عند إطلالتها الأولى على أنها الناقل الأهم وربما الوحيد بين القنوات غير المشفرة لبرامج التلفزة الأميركية، وواكب تلك الانطلاقة بث عدد كبير من المسلسلات والبرامج التلفزيونية التي تعرف عليها المشاهد من خلالها، ما أسهم في انتشار القناة بشكل كبير في العالم العربي وتحقيقها نجاحاً مميزاً كان السبب وراء زيادة عدد القنوات الأجنبية التابعة للمجموعة، إذ أطلقت «إم بي سي» بعدها قناتي «أكشن» و «ماكس» لتحققان نجاحا مقارباً لما حققته سابقتهما. لكن المجموعة لم تعش مع بدايتها المستوى نفسه من التنافسية التي تعايشها اليوم مع توافر عدد القنوات الناقلة للدراما الغربية، وفي مقدمها قناة «دبي ون»، إضافة إلى قناتي فوكس «موفيز» و«سيرز»، كما أن الاندماج الذي أعلنته شركتا أوربت وشوتايم وإطلاقهما مجموعة من القنوات المشتركة، ضيّق الخناق على «إم بي سي»، خصوصاً مع توجه تلك القنوات لاحتكار الأعمال التي تقدمها. وبعد أن كانت «إم بي سي 4» هي المرجع الأهم لمتابعي الدراما والتلفزيون الأميركي باتت الخيارات أكبر بالنسبة إليهم من خلال زيادة عدد القنوات المنافسة وحرص تلك القنوات على الفوز بحقوق عرض عدد من الأعمال المميزة، إذ يستغرب عدد من المتابعين إخفاق مجموعة «إم بي سي» في الحصول على أي حق لعرض عمل كوميدي بارز بين مجموعة الأعمال التي تعرضها، فبينما تنفرد قناة «دبي ون» بعرض المسلسل الكوميدي «الانفجار الكوني الكبير» والحاصل على جائزة الجماهير الأميركية كأفضل عمل كوميدي عام 2009/2010، وتعرض مجموعة أوربت شوتايم المسلسلين المرشحين لجوائز إيمي «كيف التقيت والدتكم» و«رجلين ونصف»، بينما تكتفي «إم بي سي 4» بعرض أعمال كوميدية مثل «الأصدقاء» الذي عرضت آخر حلقاته في أميركا عام 2004. وبعد أن كانت قناة «إم بي سي» الأم لجأت إلى عرض الأعمال التركية المدبلجة إلى المحكية السورية كبديل أوفر مادياً في ظل ارتفاع أسعار الدراما العربية والخليجية - بحسب تصريحات صحافية لمسؤولين فيها - يرى المتابعون أن «إم بي سي 4» انسحبت من منافسة نظيراتها بالطريقة ذاتها التي فعلتها القناة الأم، إذ لجأت إلى عرض أكثر من عمل تركي مدبلج بحثاً عن تقليل الكلفة المادية. وتنفرد «إم بي سي 4» اليوم بعرض 3 أعمال جديدة فقط لا تدخل ضمن نطاق الأعمال الأكثر نجاحاً في أميركا، إذ تخلت القناة عن عرض الأجزاء الأحدث من المسلسل الأميركي الأهم «لوست» أو «التائهون» بعد أن فازت مجموعة أوربت شوتايم بحق العرض بأسبقية عامين عن أي شبكة أخرى في العالم العربي، إضافة إلى تخلي «إم بي سي 4» عن مسلسل «ربات منازل يائسات» بعد حصول «فوكس سريز» على حقوق عرضه وعدد من الأعمال التي تقاسمت تركتها مجموعة من المحطات المنافسة في مشهد يرى المهتمون بأنه شاهد على تراجع كبير لواحدة من الشبكات المهمة في العالم العربي. وقناة «إم بي سي 2» ليست ببعيدة عن شقيقتها، في حال التراجع التي تشهدها، بسبب غياب الأفلام «الجديدة» عن شاشتها، في وقت تتنافس جاراتها على عرض أعمال فائزة بالأوسكار أو احتلت مراكز متقدمة في شباك التذاكر الأميركي خلال العامين الماضيين، ويبدو أن العقد الذي وقعته أخيراً شركة «روتانا» مع قنوات «فوكس» سيضع «إم بي سي» في مأزق، خصوصاً أن «روتانا» قدمت بثاً مباشراً لحفلة توزيع جوائز الأوسكار، ثم أعقبته بعد أقل من 12 ساعة بعرض آخر مترجم للحفلة.