وجه الجيش المصري أمس، ضربة قاصمة إلى تنظيم «داعش» سيناء، بقتله أمير التنظيم في وسط سيناء ناصر أبو زقول، الذي أفادت معلومات خاصة ب «الحياة» بأنه يتولى قيادة «القطاع الأوسط» ومسؤول الدعم اللوجيستي للتنظيم في شبه الجزيرة. وسيكون لقتل أبو زقول أثر بالغ في تفتت خلايا التنظيم العنقودية في جنوب مدن شمال سيناء ووسطها، لما له من دور بالغ التأثير في توفير ملاذات آمنة لعناصر التنظيم الفارة من شمال المنطقة إلى وسطها، لتجنب الرصد الأمني خلال العملية العسكرية الشاملة المستمرة منذ 9 شباط (فبراير) الماضي، والتي تم خلالها تطويق مدن الشمال بحزام أمني صارم. ويعدّ مقتل الإرهابي أبو زقول، أكبر ضربة لتنظيم «داعش» في سيناء منذ انطلاق العملية العسكرية «سيناء 2018». وكان لافتاً أن الجيش حرص على إعلان اسمه ونشر صوره بعد قتله، علماً أنه غالباً لا يُعلن أسماء قيادات التنظيم التي تُقتل خلال مداهماته. وأفاد الجيش، في بيان أمس، بأن «قوات الجيش الثالث الميداني داهمت عدداً من المناطق الجبلية الوعرة وسط سيناء، وأسفرت عملية الدهم عن قتل ناصر أبو زقول أمير التنظيم الإرهابي في وسط سيناء، بعد تبادل كثيف لإطلاق النيران، وعثر بحوزته على بندقية آلية، وقنبلتين يدويتين وكمية كبيرة من الذخائر وجهاز اتصال لاسلكي». ووفقاً لمعلومات «الحياة»، فإن ناصر محمد أبو زقول (38 سنة) من مواليد منطقة نخل (جنوب وسط سيناء)، وهو راعٍ للغنم، تعرف إلى زعيم تنظيم «التوحيد والجهاد» نصر خميس الملاحي في بدايات تشكيل التنظيم قبل عام 2005، وتورط في إخفاء الملاحي بعد تفجيرات طابا ونويبع في عام 2005. وبعد قتل قوات الشرطة الملاحي، تم توقيف أبو زقول، وحُكم بالسجن 10 سنوات، لكنه فر في أحداث اقتحام السجون إبان تظاهرات ثورة كانون الثاني (يناير) 2011. وتعرّف أبو زقول في السجن إلى عناصر تنظيمي «الناجون من النار» و «حزب الله» التابع لجماعة «الجهاد» والذي أتت غالبية عناصره من الدلتا، وتلقى الفكر التكفيري الجهادي خلال فترة سجنه على يد مُنظر «الناجون من النار» مجدي الصفتي، وعندما فر مع مجموعة من أبناء سيناء والدلتا، توجهوا جميعاً إلى شمال سيناء، وبدأوا في تشكيل تنظيم «أنصار بيت المقدس» المتطرف مستغلين الفراغ الأمني الذي استمر شهوراً بعد الثورة.