أبلغ الموفد الدولي إلى اليمن مارتن غريفيث مجلس الأمن أمس، بأنه «سيقدم إطار عمل للمفاوضات خلال الشهرين المقبلين»، مؤكداً أنه لمس «رغبة في التوصل سريعاً إلى حل سياسي» لدى كل الأطراف اليمنية التي التقاها. في غضون ذلك، أفادت «قناة العربية» بأن «التحالف العربي والجيش اليمني أسقطا طائرتين إيرانيتين من دون طيار (درون) تابعتين لميليشيات الحوثيين في مديرية ميدي في محافظة حجة (شمال غربي صنعاء)». ونقلت القناة عن مصادر ميدانية أن «الميليشيات سيّرت طائرة من دون طيار أول من أمس، إلى مواقع الجيش والتحالف في ميدي التي تحررت أخيراً»، لكن الهجوم فشل. وأشارت المصادر إلى أن «الميليشيات حاولت تكرار التجربة صباح أمس، لكنها فشلت أيضاً». وقال غريفيث في أول ظهور له أمام مجلس الأمن منذ تسلمه منصبه: «الحل السياسي (في اليمن) متوافر، وكل من تحدثت إليه من الأطراف اليمنية أبلغني بأنه يريد التوصل إلى الحل بسرعة، وسيعمل مع الأممالمتحدة لتحقيقه، ويعي الحاجة إلى تقديم تنازلات متبادلة». وأضاف أن الأولوية يجب أن «تُركز على إنهاء الحرب، ثم الانتقال إلى تحقيق السلام»، وزاد: «هذا يتحقق من خلال الأطراف الذين يمكن أن يساهموا في إنهاء الحرب». وشدد على أن «التسوية السياسية هي الطريق الوحيد لإنهاء النزاع، وهذا يتطلب أن يتخلى كل الأطراف عن الشروط المسبقة للمحادثات». إلى ذلك، أكدت السفيرة الأميركية لدى الأممالمتحدة نيكي هايلي ضرورة توصل مجلس الأمن إلى «خطوات» لإنهاء انتهاك إيران القرارات الدولية المتعلقة باليمن، خصوصاً استخدام صواريخها الباليستية في هجمات ينفذها الحوثيون على السعودية. وأشارت إلى أن «الفوضى في اليمن تشكل ملاذاً آمناً للتطرف»، لافتةً إلى أن «المجلس لم يُخضع الحوثيين وإيران للمساءلة». وتابعت: «يجب أن نكون مستعدين لتسمية إيران والحوثيين بالاسم في القرارات المقبلة». وأعربت السفيرة البريطانية كارين بيرس عن إدانة بلادها الشديدة لاستهداف السعودية بالصواريخ الباليستية، محذرة من «خطر على الاستقرار الإقليمي» نتيجة إطلاقها. وشددت على ضرورة تقيد إيران بالقرارات الدولية المتعلقة بحظر الأسلحة. ورحب السفير اليمني خالد اليماني بالأفكار التي طرحها غريفيث لفتح مطار صنعاء «بإشراف الأممالمتحدة، وضمان خروج الميليشيات منه». ميدانياً، أعلن الجيش اليمني أمس مقتل 17 حوثياً بينهم قيادي في مديرية المصلوب في محافظة الجوف (شمال اليمن). وأكدت مصادر أن مواجهات عنيفة اندلعت بين قوات الجيش وميليشيات الحوثيين في منطقتي «الساقية والسلان»، أسفرت عن مقتل سبعة حوثيين بينهم القيادي في جماعتهم صادق الحاج بن نسعه. كما قتل عشرة آخرون من عناصر الميليشيات في مواجهات على «جبال حام» في المديرية ذاتها. وسيطر الجيش على ثلاثة مواقع عسكرية استراتيجية في محافظة البيضاء جنوب غربي اليمن أمس. وقال المدير العام لمديرية ناطع العقيد مسعد الصلاحي في تصريح نقلته وكالة «الأناضول»، إن قوات الجيش نفذت عملية هجومية ضد الحوثيين، في مديرية الملاجم المجاورة لناطع، وسيطرت على مواقع «لبان» و «شعب الذيب» و «الفقرة» بعد معارك عنيفة. وأوضح أن «أهمية المواقع تكمن في أنها مرتفعات جبلية مطلة على معسكر فضحة الاستراتيجي الذي يعد أحد أهم معاقل الحوثيين في المحافظة». إلى ذلك، قال وزير الخارجية السعودي عادل الجبير إن «الحوثيين ينتهكون القوانين الدولية ويطلقون صواريخ إيرانية الصنع على السعودية»، مشيراً إلى أنهم «يعرقلون الحل السياسي في اليمن». وشدد في مؤتمر صحافي مع الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش في الرياض أمس، على أن «الحل في اليمن مبني على المبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني». وأكد غوتيريش أن «تجنيد الأطفال اليمنيين يعد انتهاكاً صارخاً للقانون الإنساني»، مشيراً إلى أن «توزيع المساعدات في اليمن شهد تحسناً كبيراً». وأضاف أن «المركز الدولي لمكافحة الإرهاب لن يكون فاعلاً من دون دعم المملكة».