أكد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، «وقوف المملكة العربية السعودية بكل حزم، وتصديها لأي محاولات عدائية تستهدف أمنها». جاء ذلك خلال اتصال تلقاه الملك سلمان أمس، من ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة، الذي أعرب عن إدانته إطلاق ميليشيات الحوثيين صواريخ باليستية باتجاه المملكة، مؤكداً وقوف بلاده إلى جانب السعودية، وتأييدها كل ما تتخذه من إجراءات للحفاظ على أمنها وسلامة مواطنيها. وجددت واشنطن دعمها السعودية في الدفاع عن حدودها، بعد إطلاق جماعة الحوثيين سبعة صواريخ باليستية استهدفت مناطق في المملكة ليل الأحد- الإثنين، واعترضتها قوات الدفاع الجوي السعودي. وأعربت ألمانيا وباكستان والإمارات والكويت والأردن ودول أخرى ومنظمات عن إدانتها استهداف السعودية، وطالبت الكويت المجتمع الدولي ومجلس الأمن بالتحرك الفوري لوضع حد لاستمرار استهداف الحوثيين المملكة. في غضون ذلك، أعلن زعيم جماعة الحوثيين عبد الملك الحوثي، أن «مقاتليه مستعدون» في «مواجهة التحالف العربي». وأكد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إدانة «كل الهجمات على المدنيين»، داعياً إلى «ضبط النفس حيال التصعيد العسكري الكبير». وحضّ كل الأطراف اليمنية على التقيد بموجبات القانون الدولي وحماية المدنيين والبنية التحتية، مشدداً على ضرورة الحل السياسي في اليمن. واعتبرت السفيرة البريطانية لدى الأممالمتحدة كارين بيرس أن الهجوم الصاروخي على المملكة، «خطير واستفزازي ولن يساهم في إنهاء النزاع»، مؤكدةً دعم بلادها الرياض. ودانت قطر في بيان لوزارة خارجيتها استهداف الحوثيين لمدن سعودية، ورأت أن «إطلاق الصواريخ سيقود إلى مزيد من التصعيد العسكري في المنطقة، ويقوض فرص إنهاء الصراع في اليمن». وقال الناطق باسم التحالف العربي العقيد الركن تركي المالكي، خلال مؤتمر صحافي في الرياض أمس، إن السعودية «تحتفظ بحق الردّ على إيران في الوقت والشكل المناسبين». وكشف المالكي أن أحد الصواريخ التي استهدفت الرياض هو من نوع «قيام» الإيراني الصنع، لافتاً إلى أن الصواريخ الحوثية سببت إضراراً لتسعة أحياء في العاصمة هي: «السفارات، والرحمانية، والنخيل، والوشم، والنرجس، والقيروان، وأم الحمام، والمروج». وعرض التحالف، خلال المؤتمر، صاروخاً إيرانياً هرّبته طهران إلى الحوثيين ضُبط في اليمن، وظهرت عليه كتابة بالفارسية. وأوضح المالكي أن التحالف ضبط شحنة صواريخ إيرانية في اليمن من نوع «صياد»، وحال دون إطلاقها. وأكد أن «استخدام الحوثيين مطار صنعاء كثكنة عسكرية يشكل مخالفة لقواعد القانون الدولي والإنساني، ما يعرض طائرات الإغاثة إلى خطر الاستهداف». وأضاف أن «إيران تستغل ميناء الحديدة لتهريب تلك الصواريخ، عارضاً صورة لعناصر حوثية ترتدي زياً مدنياً تتولى إطلاقها». وأشار إلى أن التحالف رصد صواريخ إيرانية من نوع «قيام»، كان الحوثيون يخططون لإطلاقها على المملكة في اليوم الوطني للسعودية. ودانت الولاياتالمتحدة الهجمات الصاروخية التي استهدفت الرياض، وخميس مشيط، ونجران، وجازان، وجاء في بيان للخارجية الأميركية أمس: «ندين بشدة الهجمات الصاروخية الحوثية الخطيرة التي استهدفت مدناً في السعودية ليل الأحد، ونقدم تعازينا لأسر كل من قتل أو جرح». وتابع البيان: «ندعم حق شركائنا السعوديين في الدفاع عن حدودهم ضد هذه التهديدات، ونواصل دعوتنا كل الأطراف، بمن فيهم الحوثيون، للعودة إلى المفاوضات السياسية والتحرك نحو إنهاء الحرب في اليمن». واعتبرت الحكومة الشرعية اليمنية تكرار الميليشيات إطلاق الصواريخ الباليستية على الأراضي السعودية، بالتزامن مع زيارة المبعوث الدولي الجديد مارتن غريفيث إلى صنعاء، «مؤشراً لمضيها في الإصرار على نهجها العدواني ورفضاً صريحاً للسلام، وتحدياً سافراً للمجتمع الدولي وقراراته الملزمة». وأكدت في بيان بثته وكالة الأنباء اليمنية، أن «بصمات توقيت إطلاق الصواريخ ومداها والرسالة من ورائها، كلها يشير بوضوح إلى تورط إيران، المخطِّط والداعم والمموّل الميليشيات الإرهابية وتوجيه أفعالها بما يخدم مصالحها». وأشارت إلى أن «طهران أرادت من خلال هذا الاستهداف الجديد للسعودية، تخفيف الضغوط والتحركات القائمة ضدها من المجتمع الدولي، وإثبات أن لديها أوراقاً تستطيع من خلالها ابتزاز العالم». وفي خطاب متلفز لمناسبة الذكرى الثالثة لتدخل التحالف العربي في اليمن، قال زعيم جماعة الحوثيين: «لسنا نادمين على ما قدمناه من تضحيات، والمسألة ليست عندنا للمساومة». وتابع: «قادمون في العام الرابع بمنظوماتنا الصاروخية، وبطائراتنا المسيَّرة التي تصل إلى مدى بعيد وبتفعيل غير مسبوق لمؤسساتنا العسكرية». وعلّق وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية أنور قرقاش على تصريحات عبدالملك الحوثي في تغريدة على «تويتر» قال فيها: «كلمات فارغة تعكس تراجعه الميداني اليومي، الحوثي يدفع ثمن غدره بشريكه». وأضاف: «رسالة صواريخ الحوثي الإيرانية واضحة. لا تعايشَ مع ميليشيات إرهابية تستهدف استقرار منطقتنا وتكون مطيّة لطهران». وزاد: «مصيرنا في المعركة مرتبط بالرياض، وهدفنا مستقبل أمن المنطقة ويَمَن عربي متجانس مع محيطه». وكان الناطق الرسمي باسم قوات التحالف قال إن «قوات الدفاع الجوي للتحالف رصدت إطلاق سبعة صواريخ باليستية من داخل الأراضي اليمنية باتجاه أراضي المملكة». وأوضح أن «ثلاثة منها كانت في اتجاه الرياض، وواحداً في اتجاه خميس مشيط، وواحداً في اتجاه نجران، واثنين في اتجاه جازان». وأشار إلى أن «الصواريخ أطلقت بطريقة عشوائية وعبثية لاستهداف المناطق المدنية والآهلة بالسكان». وأدى اعتراض الصواريخ إلى تناثر شظايا على أحياء سكنية، نتج عنها مقتل مقيم من الجالية المصرية، وأضرار مادية.