على وقع استمرار الجدل وتبادل الاتهامات بين الولاياتالمتحدة وفرنسا وبريطانيا من جهة، وروسيا من جهة أخرى، دخل أمس خبراء منظمة حظر الأسلحة الكيماوية إلى مدينة دوما، للتحقيق في هجوم كيماوي مفترض وقع قبل عشرة أيام واتهمت دول غربية دمشق بشنه ما دفعها لتوجيه ضربات عسكرية في البلاد. ونقلت وكالة «نوفوستي» الروسية عن مصادر في النظام السوري، أن خبراء المنظمة وصلوا إلى دوما برفقة وزير الصحة السوري نزار يازجي. وأوضح المصدر أن «المحققين يعتزمون جمع معلومات عن هجوم دوما الكيماوي، بما في ذلك أخذ عينات من التربة وعينات أخرى للبحث في مختبرات المنظمة». وكان وفد المنظمة وصل قبل يومين إلى دمشق عبر الحدود البرية مع لبنان، ووصلت المجموعة الثانية من الوفد إلى مطار بيروت الخميس الماضي، على أن تتوجه إلى دمشق براً برفقة موظفين من مكتب المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة لتسوية الأزمة السورية. وبعد ساعات قليلة من ترجيح باريس أن تكون «أدلة اختفت من موقع الهجوم»، دعت موسكو كلاً من الولاياتالمتحدة وبريطانيا وفرنسا إلى «وقف التدخل في عمل المنظمة والمؤسسات الدولية الأخرى التي تعمل على التحقيق في الهجوم المزعوم في دوما». وكان من المتوقع أن يبدأ فريق تقصي الحقائق التابع للمنظمة عمله الميداني الأحد. وأعلنت المنظمة الدولية ومقرها لاهاي الإثنين أن المسؤولين الروس والسوريين «أبلغوا الفريق بأنه لا تزال هناك قضايا أمنية معلقة يجب الانتهاء منها قبل الانتشار». وكانت وزارة الخارجية الفرنسية قالت في بيان امس إنه «من المرجح في شدة أن تكون أدلة وعناصر ضرورية اختفت من موقع هجوم الكيماوي في دوما». ودعت إلى «السماح لمفتشي الأسلحة الدوليين بدخول الموقع في شكل كامل وفوري». وسارعت الناطق باسم الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، الى الرد على الاتهامات بعرقلة دخول فريق المنظمة. وقالت في بيان: «إن موقف الخارجية الفرنسية يثير اندهاشاً كبيراً، لأن روسيا، أولاً، هي من دعا لإجراء التحقيق من قبل المنظمة في أسرع وقت ممكن، وثانياً عرضت روسيا، على الرغم من أنها ليست جهة منظمة لهذه الزيارة، كل أنواع المساعدة لإتمامها، وها قد وصل المحققون إلى دوما». وأضافت: «ثالثاً، واجه وصول المحققين إلى دوما صعوبات بسبب الوجود المستمر للمسلحين في المدينة، الأمر الذي دفع الأممالمتحدة للحصول على ضمانات إضافية لأمنهم». وزادت: «رابعاً، ليس مفهوماً لماذا تتحدث الخارجية الفرنسية نيابة عن منظمة حظر الأسلحة الكيماوية والمحققين، إنهم لو واجهوا أي مشاكل لأصدروا بأنفسهم تصريحات أو بيانات مناسبة حول هذا الأمر». قبل ان تدعو «الدول الغربية، التي شاركت في القصف غير القانوني على سورية، إلى وقف التلاعب بالرأي العام والتدخل في عمل المنظمات الدولية».