كشفت مصادر مطلعة ل «الحياة» أن العقل المدبر في «خلية الاستراحة» التي قُبض على اعضائها في شباط (فبراير) 2007، رسم سيناريو لاختطاف نفسه من عناصر لتنظيم «القاعدة» في المملكة، لمقابلة قائدها آنذاك عبدالعزيز المقرن، بعدما كان تواطأ مع انتحاري اقتحم مبنى القنصلية الأميركية في جدة في كانون الأول (ديسمبر) 2004، وأنه التقى معه قبل تنفيذ العملية في الحرم النبوي الشريف، واستضاف في منزله مطلوباً أمنياً في قائمة ال36. وأوضحت المصادر أن العقل المدبر، وهو أكاديمي بدأت محاكمته مع 15 متهماً آخر منذ رمضان الماضي في المحكمة الجزائية المتخصصة في محاكمة المتورطين في الإرهاب، خطط لسيناريو لقائه في جدة مع المقرن، الذي قتل في مواجهات أمنية في 18 حزيران (يونيو) 2004 في الرياض، على أن يتم اختطافه خلال خروجه من مقر عمله في جامعة الملك عبدالعزيز، بواسطة عناصر تابعين للمقرن. وقالت المصادر إن العقل المدبر، وهو المتهم الأول ضمن لائحة الاتهام التي طرحها ممثل هيئة التحقيق والإدعاء العام، انضم ودعا إلى فكر تنظيم «القاعدة» في المملكة، وسعى في الترويج له والدعوة إليه إبان تواجد المقرن مع عناصره في المنطقة الغربية، وذلك خلال انقسام التنظيم إلى خليتين، إحداهما يشرف عليها تركي الدندني في المنطقة الوسطى، والأخرى يشرف عليها المقرن في المنطقة الغربية. وأشارت المصادر إلى أنه تستر وتواطأ مع أحد الانتحاريين، ويدعى عيد بن دخيل الله الفايدي الجهني، الذي نفذ عملية اقتحام القنصلية الأميركية في جدة بإلقاء قنابل متفجرة على إحدى البوابات في كانون الاول 2004، وقتل بعد مواجهات مع السلطات الأمنية إلى جانب اثنين آخرين، هما فايز الجهني وحسن الحازمي، وكان زعيم الخلية اجتمع مع القتيل عيد الفايدي وآخرين معه داخل الحرم النبوي الشريف، قبل تنفيذ عملية الاقتحام. وأشارت المصادر إلى أنه استقبل المطلوب الأمني في قائمة ال36 في الخارج، السعودي محمد عثمان الزهراني، وأنهما سافرا سوية إلى دولة عربية، وقابلا قيادات وأفراداً من الجماعات المسلحة. ِِوجند المتهم الأول (العقل المدبر للخلية) المتهمين 10 و12، لخدمة عدد من قادة القتال في العراق، من بينهم «أبو حفص» و «أبو هواس».