اشتعلت المواجهة مجدداً بين فصائل مدينة إدلب السورية، استخدم فيها الأسلحة الثقيلة والمتفجرات ما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى بين المدنيين، في وقت حذرت فرنسا من «كارثة إنسانية»، في المدينة التي يتوقع أن تكون الهدف المقبل للنظام وحلفائه بعد السيطرة على الغوطة الشرقية. وقال وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لو دريان، في مقابلة مع صحافية: «هناك خطراً من حدوث كارثة جديدة»، داعياً إلى «تقرير مصير إدلب من خلال عملية سياسية تتضمن نزع سلاح الميليشيات». وما زالت إدلب الواقعة في شمال غربي سورية، أكبر منطقة سكانية، تحت سيطرة قوات المعارضة، وخلال السنوات الأخيرة فر عشرات الآلاف من المقاتلين والمدنيين إلى هناك من مناطق أخرى في سورية استردها النظام بمساعدة حلفائه. وقال لو دريان إن «عدد سكان إدلب يبلغ حالياً نحو مليوني نسمة من بينهم مئات الآلاف الذين تم إجلاؤهم»، مشيراً إلى أن باريس «تتابع عن كثب الوضع في شمال شرقي سورية الذي تم تحريره من تنظيم داعش» بمساعدة فرنسية. وأضاف «دعونا لا ننسى أن عدونا الأساسي ما زال داعش، بالإضافة إلى الجماعات الإرهابية الأخرى التي تقوم حالياً بتجميع نفسها من جديد في شرق البلاد». ويأتي ذلك في وقت احتدم أمس الصراع بين هيئة «تحرير الشام» (جبهة النصرة سابقاً) من جهة، وحركة «أحرار الشام» و «ألوية صقور الشام» في عدد من مدن وبلدات إدلب (شمال سورية)، لا سيما خان شيخون وريف إدلب، وجرت مواجهات عنيفة بين الجانبيين اللذين تبادلا القصف. وأوضح «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، أن المعارك تركزت في محيط مدينة معرة النعمان من المحورين الشمالي والشرقي، وفي خان شيخون وبلدات وقرى واقعة في محيطها، بعد هجوم نفذته «تحرير الشام» على تلك المناطق. وأفاد «المرصد بأن «الهيئة» حققت خلال هجومها الذي بدأ فجر أمس، تقدما والسيطرة على بلدة مورك ومعبرها الواصل مع مناطق سيطرة قوات النظام، بعدما كانت نجحت في السيطرة على مدينة خان شيخون وقرى وبلدات أخرى في ريف إدلب الجنوبي، مشيراً إلى أن المعارك أدت إلى سقوط قتلى وجرحى بين الطرفين. وأكدت وسائل إعلام تابعة ل «تحرير الشام» أن عناصرها سيطرت على مدينة خان شيخون وقرية تل عاس وتلتها، كما دخلت إلى قرى الشيخ مصطفى وموقة وكفرعين ومعرتماتر وجبالا ومعرزيتا وكفرسجنة وركايا وسجنة، إضافة إلى قرى حيش وصهيان والشيخ دامس وكفرمسدة ومدايا والعامرية جنوب إدلب. وأفاد ناشطون محليون أن معارك دارت بين الطرفين على طول الأوتستراد الدولي من مدينة معرة النعمان جنوب إدلب، وصولاً إلى بلدة مورك شمال حماه، خلصت إلى سيطرة «تحرير الشام»، ما أدى لقطع الطريق. وأكد الناشطون أن مدنيين قتلوا إثر الاشتباكات. إلى ذلك نقلت وسائل إعلام النظام عن «مصدر عسكري»، قوله إن «جبهة النصرة الإرهابية أطلقت عدة صواريخ غراد من مناطق سيطرتها في خان طومان جنوب غرب حلب، في اتجاه مطار النيرب العسكري، ما سبب أضراراً مادية من دون أي خسائر بشرية.