على رغم مرور عامين على إعلان وزارة الشؤون الاجتماعية، عن نيتها إنشاء مراكز «ضيافة الأطفال»، إلا ان هذه الخطوة التي كانت تترقبها الكثير من الأمهات العاملات، لم تترجم إلى أرض الواقع، ما أثار امتعاضهن. وكان وزير الشؤون الاجتماعية الدكتور يوسف العثيمين أعلن في العام 2009، عن بدء منح التراخيص، «بعد دراسة التجربة من الجوانب كافة». وذكرت الأمهات، أن التأخير في إنشاء هذه المراكز يوقعهن في أضرار خلال فترة الصيف، لإغلاق حضانات الأطفال، تماشياً مع إجازة مدارس التعليم العام. بدورها، أكدت وزارة الشؤون الاجتماعية، في تصريح على لسان وكيلها للتنمية الاجتماعية عبد العزيز الهدلق، أخيراً، عن قرب الانتهاء من الدراسة الخاصة بمراكز ضيافة الأطفال للقطاع الخاص للسيدات، وفق قرار مجلس الوزراء الصادر مطلع العام الجاري، الذي وجه بتشكيل لجنة من عدد من الوزارات لإعداد الدراسة. وأبان الهدلق، أن «دراسة مراكز ضيافة الأطفال للسيدات لتقديم خدمات رعاية الأطفال لأوقات محددة في مراحلها الأخيرة، وسينوه عنها في جميع وسائل الإعلام، فور الانتهاء من الإجراءات المتعلقة فيها على مختلف المستويات والصلات مع الجهات ذات العلاقة». وأوضح الهدلق، أن وزارة الشؤون الاجتماعية، التي تبنت منح تراخيص هذه المراكز، «قيّمت تجربة مراكز ضيافة الأطفال، عبر عدد من النماذج التي ثبت نجاحها وجدواها، إذ أظهرت النتائج إيجابية الانعكاسات والمردودات، إنمائياً واجتماعياً وتربوياً». بيد أنه أكد ضرورة «تلافي بعض العقبات والملاحظات التي رصدتها الدراسة، وبينتها التجربة». ونقلت أمهات، تحدثن ل «الحياة»، صعوبات يواجهنها سنوياً، خلال هذه الفترة. وقالت سعاد علي: «يفترض أن تبقى حضانات الأطفال مفتوحة طيلة العام، لأن إغلاقها لا يراعي الصالح العام. فبعض الموظفات لا يتمكن من الحصول على إجازة سنوية خلال فترة الصيف، وظروف الناس وأحوالهم تختلف من عائلة إلى أخرى»، لافتة إلى أن المراكز والمعاهد المتخصصة في تعليم الأطفال «لا يتجاوز عددها الثلاثة، وقد رفعت الأسعار إلى أضعاف القسط الأساس». وأشارت إلى أن «تأخر قرار إنشاء مراكز ضيافة للأطفال التي أعلن عنها وزير الشؤون الاجتماعية قبل عامين، بعد أن عُلقت آمال عليها، لجودتها وعملها في شكل يليق في أبناء الموظفات، وتوفير البيئة التعليمية المناسبة، أوقعنا في حيرة من أمرنا». وتتناول دفة الحديث منال محمد، وهي أم لطفلين، قائلة: «إن استغلال حيرة الأم وبحثها عن مكان تضع فيه أطفالها خلال فترة عملها، سيطر على إدارات الحضانات، التي لا يتجاوز عددها أصابع اليد الواحدة. فيما أعلنت نساء عن استقبالهن للأطفال في منازلهن لساعات معدودة ومحددة، بسعر لا يقل عن 800 ريال شهرياً. ولا يمكن لقلب أم أن تضع طفلها عند عائلة لا تعرف عنها شيئاً، لناحية الأساليب التربوية، والعلاقة الأسرية التي تتبعها، فيما وجود مراكز ضيافة ينمي الطفل من النواحي كافة»، مطالبة بتسريع إنشاء مراكز الضيافة. يُشار إلى أن المراكز تقدم خدماتها الاجتماعية المتنوعة، من حضانة، وتعليم، وترفيه للأطفال. وتوفر لهم جميع الأدوات والأجهزة والوسائل المناسبة لهم. وتعمل بنظام الساعات خلال اليوم الواحد، بمقابل مادي، يُدفع بحسب عدد الساعات التي أقامها الطفل في المركز، وهي الفترة من السادسة صباحاً، إلى ال11 مساءً. ويمكن تمديد الفترة أكثر عند الحاجة.